عائشة الجناحي
عائشة الجناحي
كاتبة إماراتية

آمال وطموحات الإمارات

آراء

على الرغم من أن التكنولوجيا أصبحت من أهم الأمور التي يجب أن تكون متوافرة في كل منزل إلا أنها تحولت سيفاً ذا حدين ولا سيما أن الأطفال أصبحوا يستغرقون ساعات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي من دون إدراك بعض الأسر للمخاطر التي قد تواجههم. ولكن ما الذي يشجع الأطفال على الولوج إلى هذه المواقع؟

للأسف بعض أولياء الأمور لا يزالون غير مدركين حجم المخاطر التي يتعرض لها الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي، فهم ينشئون حسابات لأطفالهم على بعض هذه المواقع فيزداد التعلق بها منذ الصغر، فلقد لفت انتباهي مؤخراً مقطع تصويري لطفلة صغيرة وهي تعبر عن مدى إعجابها برجل وسيم لأحد لقاءاته المدرجة في بعض هذه المواقع، الغريب أن هذا المقطع تم تسجيله وترويجه من دون أي تردد ووعي من الوالدين. السؤال الذي يطرح نفسه، هل هذا السلوك هو مفتاح مستقبل الأجيال الذي نسعى إليه؟

معظم السلوكيات التي يكتسبها الطفل يكون أساسها البيت، فإذا كانت تربية الأهل تغمرها بعض العيوب، فلا يمكن للمدرسة تصحيحها بشكل نهائي لأن دورها مكمل لدور الأسرة، وعادةً الطفل يعكس الثقافة والوعي المكتسب من أسرته من خلال تعامله مع معلميه وأصدقائه.

فدور الأسرة مهم في إرشاد الأبناء وتوجيههم للقيام بالأفعال والسلوك الصحيح الذي يتناسب مع قيم وطبيعة مجتمعنا العربي المحافظ، لذا لا يجدر بالأسرة فتح الباب على مصراعيه أمام الأطفال الصغار لدخول مواقع التواصل الاجتماعي والانغماس في سلبياتها من غير أية رقابة.

وتربية الأبناء لا تقتصر على الأسرة فحسب فالأسرة والمدرسة والمجتمع ككل لهم دور في تربية الطفل ليكون ركيزة مهمة تستند إليها الأجيال القادمة، لذا ركز صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله على الشباب بقوله «الشباب أمل الحاضر والمستقبل، وهم أغلى مورد للإمارات، وبناء الأوطان في بناء الشباب».

ففي مناسبة اليوم العالمي للشباب أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظهما الله، «أن الشباب هم المستقبل، وعليهم تقع مسؤولية أخذ زمام المبادرة، لصنع مستقبلهم ومستقبل الأجيال اللاحقة، والوصول إلى الأهداف الوطنية، وتحقيق آمال وطموحات الإمارات».

اليوم يعمل مجلس الإمارات للشباب بدورته الثانية على الإنجازات التي حققها المجلس السابق، وسيتم الأخذ بعين الاعتبار التحديات التي تواجه الشباب وإيجاد الحلول المناسبة لها لضمان مستقبل أفضل.

الأطفال هم محط اهتمام الدول المتقدمة لأنهم جيل المستقبل، لذا الارتقاء بمستوى الشباب وجعلهم بمستوى الطموح المطلوب يتطلب توعية الأسرة والعمل على رفع وعيها وتعريفها بدورها الأساسي الذي تلعبه في تكوين المجتمع.

قيادة دولة الإمارات توفر كل الإمكانيات بين أيدي الشباب الذين عليهم الاستفادة من هذه الفرص في تكثيف جهودهم لتحقيق الإنجازات بما يضمن مستقبلاً أفضل للأجيال القادمة، لذا لنعزز لدى أطفالنا فكرة أنهم أبطال المستقبل للمحافظة على راية الوطن عالية.

المصدر: البيان