أبوظبي.. الآمنة والذكية

آراء

إدارة المدن الحديثة من أكثر التحديات الجديدة التي تتطلب حلولاً إبداعية، فالكاميرا الرقمية أكثر كفاءة من الرقابة البشرية المباشرة، ونظام المرور الموجه بتطبيقات إلكترونية للسيطرة والتنظيم، يوفر دقةً عالية، وجهوداً وموارد أخرى، ذلك أن تقنيات الأمن تطورت في قراءة الجريمة، وصارت أكثر اعتماداً على الصورة الحية في تحليل البيانات، والوقاية من التهديدات المختلفة.

أبوظبي، احتلت المرتبة الأولى بين المدن الأكثر أماناً في العالم هذه السنة، وفقاً لموقع «نومبيو» الذي يستند في تقاريره إلى قاعدة بيانات ومعلومات هي الأضخم، ويتم «جمعها من مستخدمين من مختلف المناطق والمدن، وتتضمن تفاصيل عن الحياة والمعيشة». وقد تفوقت عاصمتنا في معايير الأمان الإنساني على ميونيخ وفيينا وطوكيو وبازل.

الأربعاء الماضي، أنهى «مركز المتابعة والتحكم» في أبوظبي، التوسعة الثانية لمنظومة «عين الصقر» خارج جزيرة أبوظبي، على طريق دبي في اتجاه الرحبة، وعلى طريق العين حتى الوثبة، فيما تجري عملية البث التجريبي للنظام، قبل الرسمي المرتقب قريباً.

هذا حل ذكي في إدارة المدن، فـ «عين الصقر» ترى الجزيرة والمدينة والامتداد الجغرافي لهما، ضمن نظام متكامل، يستقبل بثاً حياً من جميع أجهزة المراقبة المرئية المنتشرة في أبوظبي، ويعرضها في تطبيق، يوفر الإنذارات الذكية، ويجعل الوصول إلى الأحداث وتأمينها أكثر سرعة وكفاءة.

مشروع «المتابعة والتحكم» كان قد أطلق في 2016 «عين الصقر» ليشمل المدينة، ويصل إلى مطار أبوظبي الدولي، والجزر الرئيسة ومناطق مدينة بني ياس ومصفح، وأبرز ميزاته أنه يضبط حركة الطرق، والازدحام، والمخالفات المرورية الخطرة، ويساهم في التخطيط لحماية الأحداث البارزة والمهمة، ومواجهة الأخطار الأمنية، وعند الطوارئ والأزمات الطبيعية.

يحدث ذلك لأن المدن المتطورة تستثمر أقصى إمكاناتها في توطين التكنولوجيا الحديثة، وتوظيفها في الخدمة العامة، ففي أبريل الماضي، أنجزت «هيئة أبوظبي للأنظمة والخدمات الذكية» مشروع تحويل الوثائق إلى بيانات رقمية، مع خدمات 15 جهة حكومية، وباتت المعاملات الرسمية والمالية والفواتير أكثر سهولة في التقديم والدفع، عبر التطبيقات الرقمية في الهواتف والحواسيب.

أبوظبي، تتوسع عمرانياً، ولا تتوقف فيها الإنشاءات والاستثمارات الكبرى، ولديها مشروع «غداً 21» لتسريع التنمية الشاملة، ومن المتوقع أن تجذب مزيداً من العمالة على اختلاف مهاراتها إلى مشروعاتها المقبلة، والأمن الذكي تدبير وقائي لحماية المجتمع، وجعله مكاناً مرغوباً للعيش والاستثمار.

تلك الحلول الذكية، وغيرها، هي التي جعلت شركة «بيكر هيوز- جنرال إليكتريك»، تستثمر ملياري درهم في «أدنوك للحفر»، فالأمان والذكاء صفتان للمدن الجميلة والمستقرة.

المصدر: الاتحاد