عبدالعزيز السويد
عبدالعزيز السويد
كاتب بصحيفة الحياة

أحياناً… (التوأمان البشعان)

آراء

< جريمة التوأمين البشعة في الرياض أعادت الاهتمام الإعلامي بالتصدي للفكر الـ«داعشي» إلى الصدارة، ونحن نعيد ونكرر كلامنا نفسه مع كل جريمة جديدة، ولا يظهر لنا فعل ممنهج واضح المعالم للتصدي لأساليب وقدرات الغزو، الذي استطاع العشعشة في أذهان مراهقين أو شبان صغار ليقترفوا مثل هذه الجريمة البشعة في شهر رمضان المبارك.

بحسب تصريحات اللواء منصور التركي لقناة الإخبارية يوم الجمعة الماضي، فإن المجرمين متأثران بالفكر الـ«داعشي»، لكن لم يثبت من التحقيقات الأولية صلتهما المباشرة بالتنظيم.

ولاشك في أن لدى وزارة الداخلية من المعلومات عن أمثال هؤلاء المجرمين الكثير المفيد في البحث في الروابط المشتركة والخلفيات المؤثرة، التي جعلت منهم أهدافاً سهلة، لماذا هذه الهشاشة الفكرية؟ وما هي أسبابها؟ وكيف نستطيع وضع الحلول المناسبة لها؟

من المؤكد أنه لا سبب وحيداً، وإنما جملة أسباب لهذه الهشاشة الفكرية، وهذا ما يجب العمل على البحث فيه، ومن هنا الوعظ التقليدي لن يحقق نتيجة مرضية.

وللأسرة والوالدين قيمة أخلاقية كبيرة في الدين والتقاليد لدى المجتمع السعودي وضربها بمثل هذه الجرائم – بلا شك – هدف لعدو متوحش، يذكر في كتابهم «إدارة التوحش»، الذي سبق أن روجوا له، وشاهدنا آثاره بقطع الرؤوس وحرق الأحياء.

من دون معلومات مفصلة ودقيقة يستنبط منها الاختصاصيون المفيد لا يمكن التصدي الناجع لمثل هذه الجرائم، والتحصين ضدها، بل إن استمرار حدوثها، ولو على فترات متباعدة – بما تحفل به من تغطيات إعلامية – يهتك النسيج الاجتماعي في المجتمع ويهوّن لدى النشء التعدي على كثير من قيمه الأخلاقية العالية المتوارثة.

ومن جانب آخر أكثر شمولية فإن ثقافة العنف منتشرة عالمياً وتضخ بشكل ممنهج، من إنتاج أفلام هوليوود، إلى الألعاب الإلكترونية التي لا يخلو منها جهاز حديث من الأجهزة الذكية، وهي بعد ظهور «داعش» وقبله «القاعدة» ثم تنظيمات الحشد الطائفي في العراق وسورية المتنوعة، أصبحت تعرض جرائمها بالصوت والصورة، وتجد ترويجاً إعلامياً من مختلف وسائل الإعلام العالمية.

وفي منتجات تسويق العنف في شكل أفلام وألعاب لم نحاول التصدي للترويج لهذه الثقافة بإيجاد بدائل مناسبة ومنافسة محلياً أو عربياً، على رغم أن مشكلة الترويج للعنف «ثقافياً» في تلك المنتجات مشكلة عالمية لم تجر مناقشتها بجدية في المحافل الدولية. مع كل ما يقال عن السلام وحقوق الإنسان.

المصدر: الحياة