سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

أخلاق زايد.. نموذج حديث للعربي المسلم

آراء

أخلاق زايد، وفكره المستنير، وسعيه طوال حياته لنشر الخير للإنسان بوصفه إنساناً، دون النظر إلى أي اعتبارات أخرى، هي ما يحتاج إليه العالم اليوم، وهي ما نحتاج إليه نحن خصيصاً في منطقتنا العربية التي تحولت إلى واحدة من أكثر مناطق العالم اشتعالاً، وحروباً، وأكثرها على الإطلاق في المواجهات الفكرية المقيتة والمميتة!

زايد رحمه الله، كان مثالاً للإنسان العربي المسلم المحب للسلام، والمحب للإنسان، لا يُفرق بين إنسان وآخر على أساس مذهبي أو ديني، ولا يملك في قلبه إلا الحب والخير، ويعشق تقريب القلوب ووجهات النظر، ويكره التناحر والفرقة ونشر الكراهية، كان يكره التحزب الديني، ويؤمن بأن الإسلام دين رحمة وخير، ودين رسالة عالمية مبدأها التآخي لا التناحر والاقتتال.

مشروعاته الخيرية والإنسانية غطت قارات العالم كافة، ووصلت إلى مشارق الأرض ومغاربها، دون تمييز بين بلدان إسلامية أو غير إسلامية، أعطى وساعد وأسهم في سد حاجة البعيد قبل القريب، فهدفه كان واضحاً وهو مساعدة الإنسان لأنه إنسان، ولذلك أحبه العالم أجمع، وبكاه العالم أجمع، ويزور قبره اليوم آلاف من البشر من جميع الأديان والمذاهب.

«زايد منبع الجود وأصله، وهو من غرس في شعبه حب العطاء والبذل دون مقابل، وخير ما نذكره به رحمة الله عليه إنسانيته، وعطاؤه وكرمه الذي لم يميز به بين قريب وبعيد، والذي جعل الإمارات محطة عالمية للعطاء»، هذا ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهذا ما عُرف عن زايد، فهو اسمٌ مرادف للخير والحب والسلام والوحدة، وأخلاقه وسيرته هي الصورة المشرقة والمشرفة للإنسان العربي المسلم، في هذا الزمن الذي تشوهت فيه صورة الإسلام!

تُصادفنا اليوم الذكرى الزمنية لرحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، وهي ذكرى اليوم فقط، أمّا الشيخ زايد فلن يتحول أبداً في يوم من الأيام إلى ذكرى عابرة، إنه لم يغب يوماً عن كل بيت أو مجلس أو مكان في الدولة منذ رحيله، هو موجود بيننا، في عقولنا وقلوبنا وحياتنا العامة، نسير على طرقات أسهم في تشييدها، وندخل مباني أسهم في بنائها، ونُعالج في مستشفيات هو من طورها، ويتعلم أطفالنا في مدارس كان له الفضل في انتشارها، والأهم من ذلك نعيش في دولة، وننعم بالأمن والأمان وسط عالم مُشتعل، بفضل رؤيته وإيمانه بالوحدة والتعليم والتنمية، دولة راقية عالمية هو من أسسها وبناها ووضع اللبنات الأولى للازدهار والنمو والانطلاقة للعالمية.

في ذكرى رحيل زايد، نقف جميعاً من السلع إلى الفجيرة، رافعين رؤوسنا معززين مكرمين في بلادنا، وأينما حللنا في مختلف أنحاء العالم، لأننا أبناء زايد، ذلك الرجل البدوي الذي شيّد لنا دار العز والكرامة، وأولى لإنسان الإمارات جل رعايته واهتمامه، فجعله هدف التنمية ووسيلتها ومبتغاها، وغدت الإمارات بفضله وحكمته مستقراً لكل من يريد النجاح والفلاح، ووطناً لأحلام الملايين الذين فقدوا أوطانهم وأحلامهم، وفقدوا الإحساس بالدفء، فأصبحت الإمارات لهم وطناً وحضناً دافئاً.

المصدر: الإمارات اليوم