حمود أبو طالب
حمود أبو طالب
كاتب سعودي

أزهار جديدة في حديقة الأمل

آراء

عندما يكون الحديث مباشرا وعفويا وصادقا من الطرفين في أي شكل من أشكال الحوار تكون النتيجة غالبا إيجابية؛ لأن طرح القضايا يتسم بالوضوح وعدم المواربة التي يسببها التحفظ والتردد. هكذا كان انطباعي وأنا أتابع الحوار الطويل الذي دار بين وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، وسفيرنا في الولايات المتحدة الأمريكية الأستاذ عادل الجبير، والملحق الثقافي الدكتور محمد العيسى في رحاب السفارة بعد يوم طويل من التجوال في معرض المهنة الذي تنظمه الوزارة كل عام، بالتزامن مع تخريج كل دفعة من مبتعثينا.

سأعرج أولا على يوم المهنة الذي شاركت فيه حوالي 107 من جهات القطاع الخاص والعام تمثل أكبر قطاعات الاستقطاب الوظيفي، والتي كان تقديم ممثليها للفرص المتاحة مشجعا وباعثا للتفاؤل بتقديم ما يقارب 7000 فرصة وظيفية، أي ما يوازي عدد الخريجين لهذا العام من أمريكا. والحقيقة أننا سبق أن سمعنا عن بعض الملاحظات التي أبدتها وسائل إعلامية وناقشها بعض الزملاء الكتاب مؤخرا عن طبيعة تلك الوظائف ونوعيتها، وكذلك مدى جدية وصدقية الجهات التي تشارك في يوم المهنة، من حيث تحويل وعودها إلى حقيقة والتزامها بالتنفيذ. إن ما نوده هو أن تعي هذه الجهات جيدا أن المسألة ليست استعراضا شكليا للمواطنة، ولكنه واجب وطني حتمي، فكثير من هذا الشباب المؤهل جدير بنيل حقوقه واستحقاقاته في عالم الفرص المتاحة في كل مكان، وبالتالي يجب متابعة تنفيذ الالتزامات التي تقدمها كل جهة مشاركة في يوم المهنة، خصوصا أنها تقوم بمقابلة المتقدمين وتختار الأفضل منهم.

وبالعودة إلى حوار الوزير والسفير والملحق الثقافي مع عدد كبير من الطلاب والطالبات، سأقول إن قضايا وهموم وطموحات وأفكار وتساؤلات كثيرة طرحت، وبدلا من أن ينتهي الحوار في الوقت المحدد له امتد لأكثر من ضعفه. لم يكن هناك حجر على بحث أي موضوع أو تردد في السؤال عن أي أمر. برنامج الابتعاث رغم ما وصل إليه من نجاح يظل خاضعا للتقييم، وأفضل من يقيمه هم المعنيون به مباشرة، أي المبتعثون الذين يشعر من يسمعهم بالفخر الكبير بما وصلوا إليه من وعي وإحساس بالمسؤولية تجاه أنفسهم ووطنهم.

لقد كان بالفعل حوارا ثريا شمل طيفا واسعا من القضايا، وزرع مزيدا من أزهار التفاؤل في طريق المستقبل.

المصدر: عكاظ