عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

أفا يالهامور..!

آراء

يعرف الشباب الذين «يطلعون بحر» معنى أن يقوم أحدهم باصطياد هامور كبير، فأول ما سيفعله هو النظر إلى البقية الباقية من رفقاء «الطراد» بفوقية وازدراء، وكأنه كان له دور في اختيار نوع هذه السمكة المرغوبة بشدة لدى هواة الصيد وهواة الأكل على حد سواء، فاصطياد هذه السمكة بشكلها المميز ونقاطها الحمراء الجميلة ينسي الجميع معاناة دوار البحر وإفراغ البطن، بسبب عدم تناول الحبة السحرية في القارب، وصوت المحركات المزعج، ورائحة الديزل المحترق، ورطوبة الخليج السمجة، والخوف الدائم من تغير مزاج البحر أو عبور الخط الدولي من دون قصد، والتعرض لمضايقات وسخافات حرس الحدود الإيراني.

الهامور في تراث الشعوب الخليجية بدوره له دلالات خاصة، فهو مسمى يطلق على كبار التجار في العادة، ويكون له عادة بعض الدلالات السلبية المتعلقة بالجشع والاحتكار، ولايزال مطلع قصيدة ذلك الشاعر الذي خسر ثروته أثناء أزمة سوق الأسهم محفوظاً:

«هامور» سوق السهم وقف وكلمني

                                                  قل لي على اللي حصل بالسوق يا فاشل

بالمحفظة ما بقا مليم يلزمني

                                                 بحطها بالشفر واصكها عازل

كما يسمى كل ضليع في أمر أو مسيطر على قطاع بـ«الهامور»، كأن يقال سيجتمع هوامير الإعلام العربي في أبريل، كما يستخدم الهامور مثل استخدام الذهب في أسواق المال العالمية، فارتفاع سعره أو انخفاضه يدل على مؤشر اتجاه سوق السمك وحالة البحر، وتوافره خبر سعيد للجميع عدا وزارة البيئة! ويقال إن أكبر هامور تم صيده كان وزنه نحو ‬50 كيلوغراماً!

إسرائيل نفسها تكره الهامور، وقد اعترضت في عام ‬1987 على تسمية الصيادين له في خليج المكسيك بالهامور اليهودي، وكان اعتراضهم على أن هذا اللقب لا يمكن إعطاؤه لسمكة عنيفة وسمينة، إذ يقال إنه يختبئ بين الصخور ويتحرك لقطع حبال الصيد!

بالأمس كنا في اجتماع مع أحد خبراء الثروة السمكية في إحدى المنظمات الدولية، وأخبرنا بمعلومة لم أكن أعرفها، يقول الخبير إن الهامور يبدأ حياته أنثى تبيض وتتكاثر، وبعد ثلاث أو أربع سنوات يتحول جنس السمكة فتصبح ذكراً، وبعد أن قال المعلومة خيم الصمت المهيب والشعور بالإحباط على الحضور، ولسان حالهم يقول «آفا يالهامور حتى انت طلعت (بويه)»!

المصدر: الامارات اليوم