طارق إبراهيم
طارق إبراهيم
رئيس تحرير جريدة الوطن السعودية سابقاً

ألا تستفزكم دبي؟

آراء

كتبت ذات يوم هنا عن دبي وكيف باتت هذه المدينة التي سجلت حضورا عالميا ملفتا مزعجة لبعض المسؤولين عندنا، وكان عنوان تلك المقالة (دبي التي أتعبت السعوديين).

كنت أقول أن كل من ذهب هناك يعود ليطرح سؤالا يقول: ولماذا لا يكون هذا عندنا؟ ما الذي ينقصنا؟

وكنت أقول كلما واجه سعودي مشكلة ما، أو تعقيدا ما، مع مسؤول ما، في إدارة حكومية أو في أي مكان سرعان ما يقول “في دبي لا يحدث مثل هذا”، وفي دبي يفعلون كذا ويخدمونك بكذا، وفي دبي يفكرون الآن بفعل كذا وكذا بينما نحن ما زلنا على حالنا الذي لم يتغير.

قلت ذاك، وكنت أتمنى لو أن مثل تلك الأسئلة المحرجة، والمقارنات التي ما انفكت تطرح يوميا عندنا تكون محفزة لإحداث تغيير وتطوير، يساعدنا في الانتقال من حالة الثبات في كثير من أمورنا إلى مرحلة المنافسة ولن أقول مرحلة التفوق.

أعود اليوم لأقول ألا يوجد شخص ما.. تستفزه تلك المقارنات، وذاك المديح الخاص بدبي والدوحة وأبو ظبي، ليقبل بخوض تجربة تحدّ لمنطقته أو مدينة من منطقته ليرقى بها بالشكل الذي يجعل منها مثالا لكل مدن المملكة؟

في ظني أن لدينا الكثير من المؤشرات والعوامل، والبنى التحتية والمواقع الجغرافية والكوادر البشرية، التي تتيح لنا تحقيق قفزات ترضي من ينشدون التميز ويبحثون عن خدمات مقرونة بجودة.

كل شيء ممكن، لكن ما ينقصنا أشخاص يعشقون التحدي ويملكون الرغبة في الإبداع.

ينقصنا أشخاص يتعاملون مع وطنهم بعيدا عن الربح والخسارة والمكاسب الشخصية، ينقصنا أناس يترجمون حب الوطن إلى مشاريع أفكار غير تقليدية، وإلى خطوات تستهدف المواطنين في كل شيء.

ينقصنا أشخاص فيما لو شعروا بعدم قدرتهم على فعل كل ذلك أن يستقدموا من الداخل أو الخارج من يعينهم على فعل ذلك.

ينقصنا من لا يظن أنه يفهم في كل شيء ويحتكر كل شيء ولا يقدم للوطن أي شيء!

 المصدر: الوطن اون لاين