عائشة سلطان
عائشة سلطان
مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان

أنصار الفوضى في المنطقة!

آراء

لا أدري كيف نقع في الفخ نفسه كل مرة وبالطريقة نفسها وأساليب الاحتيال التي تنصب لنا كفخاخ مسمومة في كل اتجاه، شاشات التلفزيون، جلسات الثرثرة، مواقع التواصل، صفحات الجرايد والمجلات، أبواق الإشاعات، وغير ذلك من الماكينات الضخمة التي تصنع الشائعات وتضبط معاييرها على مقاس الذهنية العربية، ثم تطلقها كميكروب سريع الانتشار في أوساطنا عن طريق مروجي الإشاعات الذين يعملون بلا تفكر ولا تأمل ولا تفكير ضد أوطانهم للأسف!

هناك دول وأجهزة استخبارات ومؤسسات تعمل ليل نهار لتقويض أمن المنطقة كلها، غير مكتفية بما حصل من دمار وتشريد وحرائق في بعض الأقطار، هناك دول عربية تعتبر أهدافاً كبرى بالنسبة لأعداء المنطقة ولأصحاب مشروع الفوضى، أهدافاً توظف كل الوسائل والأساليب والأشخاص لضربها وإضعافها وتقويض أمنها الداخلي، مصر واحدة من أكبر تلك الأهداف، والمملكة العربية السعودية التي تصطف وراءها دول الخليج بكل ثقلها الاقتصادي والديني والسكاني.

ولأن هذه الدول تعتبر أهدافاً مركزية واستراتيجية في مشروع الفوضى فإن ضربها مستمر، بتقوية أعدائها في الداخل والخارج، بترويج الإشاعات ضد سياستها وسياحتها واقتصادها ومنتجاتها الزراعية، بنشر الرسائل والأخبار الكاذبة والمسمومة عن أي شيء يحدث فيها، وقد يحدث في أي مكان آخر دون أي إشارة أو ذكر، وبملء مواقع التواصل بجيوش من مناصري مشروع الفوضى يبثون كل ما هو سلبي ومسيء لتلحق هذه الدول بسوريا والعراق وليبيا!

إننا نتحمل مسؤولية جسيمة بترويج ما يتردد، والإساءة إلى أوطاننا بتكرار نشر الأكاذيب والإشاعات خدمة لأولئك المنتظرين سقوطنا لينقضوا علينا دون رحمة، وتأملوا فقط حال العراق العظيم الغني الشامخ، كيف آل به الحال أن يتلقى هبات ومعونات لبناء مدرسة هنا ومستشفى هناك!

لنتوقف عن الحديث عن مصر بشكل سلبي ومسيء، ولنعمل لتقوية هذا البلد العظيم ليستعيد دوره ومكانته وتأثيره الحضاري، لنكن مع المملكة أرض الرسالة وبلد الحرمين، لنقف بوعي ضد مشروع الفوضي في المنطقة، فهو الثقب الأسود الذي سيبتلعنا بلا رحمة!

المصدر: البيان