إنهـــم يصنعـــون المجـــد

آراء

أجمل ما في بلادنا أنها لا تلتفت إلى الوراء كثيراً، نظرها يمتد إلى الأمام مصحوباً دوماً بالتفاؤل، ولهذا سبقنا زماننا، وتجاوزنا المشاكل التي تعترض طريقنا. نظرة سريعة تلخص لنا كيف تواجه قيادتنا مستجدات الأحداث، وكيف يكون البناء مستمراً في الوقت نفسه الذي نصد فيه كيد المتآمرين.

خلال أسبوع واحد شهدنا أكبر معرض طيران بحضور كبار المصنعين، مدنياً وعسكرياً، وكل المهتمين بتطوير أساطيل طيرانهم، أو قدرات قواتهم الجوية، وفي المقدمة وكالعادة نجد محمد بن راشد ومحمد بن زايد.

وشهدنا تلك المنارة التي تشع نوراً تطل من على شاطئ السعديات، حيث التاريخ والتراث والثقافة والعلم تجتمع تحت قبة متحف اللوفر أبوظبي، وعيون العالم تنظر بانبهار إلى ما ينجز على هذه الأرض.

وبين الحدثين كان اجتماع مجالس المستقبل العالمية، والذي تنظمه حكومة دولة الإمارات، وهي الحكومة العربية الوحيدة التي لديها وزارة تختص بشؤون المستقبل، لأنها، ومن خلال كل الشواهد، تعمل على تمهيد الطريق نحو انتقال سلس إلى ما هو آت، من أجل أجيال قادمة مستنيرة.

وكان لدينا قبل ذلك كله منتدى الإعلام الإماراتي في دورته الرابعة، ومداولاته المركزة لمناقشة الواقع الحاضر، والدور المنوط بالإعلاميين في مواجهة كل التحديات.

وكان معرض الشارقة للكتاب «عروس» الأحداث التي شهدناها طوال الأسبوع الفائت، فما زال هذا المعرض هو «قمة» معارض الكتب على الساحة العربية، من حيث عدد دور النشر المشاركة أو الزوار، وقد تميز هذا العام بحدث لا يتكرر، ومبادرة لا يفكر فيها ولا ينفذها إلا من اعتاد على المبادرات، وأقصد انتقال مجلس الوزراء إلى معرض الشارقة للكتاب، ليعقد اجتماعه الأسبوعي بين الحروف ورائحة الحبر وإبداع البشرية عبر كل العصور من فكر وتاريخ وشعر وأدب وعلوم، وبرئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، القائد المبادر.

هذه هي الأيادي التي تصنع مجداً، إنها تبني وتخطط للمستقبل، وتواجه المؤامرات، وتتصدى للعدوان، في الوقت نفسه، لا تتوقف عند أزمة أو قضية، فالبناء قضية، والحرب قضية، وتلاعب الأشقاء بمقدرات أشقائهم أزمة، والطريق أكثر اتساعاً من حجارة تقذفها أيادي الغدر، والحجارة تزاح حتى لا تعطل الركب عن المسير، وكم حجراً أزحنا، وكم رؤية مستقبلية حققنا، فنحن لا نلتفت إلى الوراء.

المصدر: البيان