عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

إيس سوي يا ربي!

آراء

خبر آخر عن خادمة قتلت طفلاً، وخبر آخر عن خادمة قضت موتاً بسبب الضرب وسوء المعاملة، ويستمر المسلسل المكسيكي بكل تفاصيله التي تحمل أبطالاً من جميع الجنسيات عدا المكسيكيين أنفسهم، ربما إذا استثنينا نوع الشاورما المفضلة لدى الأسرة!

«البشكارة» كما نسميها شعبياً، والخادمة كما تسمى «صحافياً»، والـ«هاوس ميد» بالطبع كما يسميها ربعنا قوم الشويفات، المشكلة هي دائماً في البدايات، فكل خادمة تأتي مستقدمة أو محترفة أو شاردة تأتي وهي تحمل في رأسها مجموعة من القصص المرعبة، التي تساعد الإشاعات على انتشارها، فهي تنتظر الصفعة الأولى من الجميع، والتحرش الأول، والظلم الأول، وتبقى على أعصابها، ما يؤثر في أدائها. ذات يوم قام أحد القردة الصغار في منزلنا بـ«استعارة» غترتي لكي يلعب بها على طريقة «السوط اللاسع»، فقمت على طريقة الأسرة في التربية الحضارية بصفعه، فتوترت خادمتنا الجديدة وبدأت ترتجف، وحين استغربنا ردة فعلها، بيّنت لنا أنها كانت متعودة أن تتلقى صفعة في المنزل الذي كانت تعمل فيه سابقاً، بعد كل صفعة متبادلة بين أفراد الأسرة، و«باي ديفولت»!

وفي المقابل، كل أسرة، وكل ربة أسرة، يتوجسون في البداية من الزائر الجديد، ويقومون بمراقبته من باب «المتهم مدان حتى تثبت براءته»، وهو باب قانوني عربي شهير، فتبدأ ربات البيوت بإزالة كل شيء من الممكن استخدامه في السحر من المنزل، وتبدأ العجائز بفاصل اختباراتهن التي لا تنتهي، على غرار وضع العشر روبيات فوق التلفاز والانتظار هل ستعيدها الخادمة أم «تلهطها». عشت جميع أيام مراهقتي وأنا أصرف من «العشر الموجودة فوق التلفاز»، لأكتشف بعد عمر طويل أنها كانت الاختبار اليومي الذي تضعه جدتي لـ«البشاكير»، ولهذا كان يتم تغييرهن يومياً! إحدى النساء في فريجنا كانت لا تشتري أي نوع من أنواع السكاكين الكبيرة أو الماضية، خوفاً من استخدامها في ذبحها من قبل الخادمات، بعد قصة جزيرة «دلما» الشهيرة!

بعيداً عن أغنية ظبية خميس الشهيرة «بشكار أمي بنغالي يوم تزقره يا بابو»، التي يمكن اعتبارها أول صرخة اجتماعية للتنبيه لموضوع «البشاكير»، فقد قامت جهات خيرية وتوعوية عدة بطرق هذا الموضوع الذي تعانيه كل أسرة بلا استثناء، لأن البدايات إذا قامت على ثقة متبادلة فسيتم حل معظم المشكلات بين الطرفين قبل أن تتفاقم، وربما كانت أجمل حملة هي حملة معاملة العمالة المنزلية تحت عنوان «لأني مسلم»، التي أطلقتها هيئة حقوق الإنسان الخليجية على «يوتيوب».

‬89٪ من الخادمات الشاردات هربن بسبب تعامل الكفيل، و‬93٪ من الخادمات اللواتي اعتنقن الإسلام اعتنقنه بسبب تعامل الكفيل.. ولك الخيار!

المصدر: الامارات اليوم