سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

ازدواجية المعارض.. مضيعة للمال والجهد..

آراء

ليس انتقاصاً من جهود أحد، ولا هو تقليل من فكر أحد، ومع احترامي لكل الأفكار التي يُقصد بها تطوير العمل والأداء، سواء اختلفنا أو اتفقنا معها، فإن فكرة إقامة معرض متخصص لعرض إنجازات دوائر حكومة دبي فيها شيء من المبالغة، فدبي تعودت أن تترك العالم يتحدث عن إنجازاتها، لا أن تستعرض الدوائر إنجازاتها بين بعضها البعض، تحت سقف واحد!

ثلاثة أيام، ومئات الموظفين، وعشرات المسؤولين الكبار في دوائر حكومة دبي بعيداً عن مكاتبهم، وبعيداً عن مهامهم التي ينجزون فيها معاملات الناس، يتجولون بين أجنحة المعرض، ويطلعون على خدمات وأجهزة يعرفونها تماماً، وسبق أن رأوها وتعاملوا معها، ويملكون معلومات كاملة عن طريقة عملها، فهي ذاتها عرضت في جوائز وندوات برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، وهي ذاتها عُرضت أو ستعرض في معرض جيتكس، والحقيقة التي يعرفها كل من زار المعرض أن لا جديد يمكن إضافته!

جميل أن تشارك دوائر دبي في معارض ومناسبات عالمية متخصصة خارج الدولة، تعرض فيها إنجازاتها، وتستفيد من إنجازات الآخرين، لكن أن تشارك الدوائر جنباً إلى جنب في معرض محلي خاص بها مع قليل من الأجنحة الخارجية الصغيرة، فإن ذلك لن يفيدها بقدر ما يُرهق ميزانياتها بتكاليف ومبالغ إضافية كان يمكن الاستفادة منها في أمور أخرى!

لا نختلف أبداً على ضرورة تبادل الخبرات، ولسنا أبداً ضد أن تتعلم الدوائر من بعضها، أو تطلع على منجزات بعضها، بالتأكيد هذا شي مفيد، لكن يمكننا أن نفعل ذلك طوال السنة ببرنامج زيارات معين، ينظمه المجلس التنفيذي على سبيل المثال، وبشكل دائم، وبكُلفة قليلة، إن لم تكن معدومة، أما المشاركة بأجنحة ضخمة، وبمبالغ كبيرة، ومن دون فائدة حقيقية، فإن الأمر يحتاج إلى إعادة نظر!

عموماً ازدواجية العرض ليست حكراً على معرض الإنجازات الحكومية وجيتكس فقط، بل هناك الكثير من الفعاليات والمؤتمرات والجوائز والمنتديات الكُبرى في دبي، تُعاني هذه الازدواجية، وهي تُرهق الميزانيات بشكل كبير، وتحتاج إلى إعادة نظر ودراسة لتكون أكثر فاعلية وأكثر أهمية، وذات جدوى وفائدة ومنفعة حقيقية.

لاشك إطلاقاً في أن هذه الازدواجية وهذا التضارب لهما من السلبيات ما يفوق الإيجابيات بكثير، هذا إن وُجدت إيجابيات أصلاً، ولا شك في أن التشابه يُشتت الجهود، ويهدر المال والوقت، لذلك فالأمر برمته بحاجة إلى إعادة ترتيب، وبحاجة إلى مزيد من التنسيق، ولا يجوز أبداً أن تعمل كل جهة بمعزل عن الأخرى دون ترتيب مسبق، فمصلحة المدينة واسمها أهم من أي مصلحة!

المصدر: الإمارات اليوم