سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

الإمارات مفخرة العمل الإنساني

آراء

إنسانية الإمارات ليست شعارات نرددها، ولا هي أرقام عن حجم مساعدات ننشرها بين فترة وأخرى، الإمارات دولة إنسانية لها بصمة واضحة في عالم العطاء ومؤازرة الإنسان، أينما كان، بصمة سيتحدث عنها التاريخ «المنصّف»، الذي يكتبه المنصفون، لا أولئك الحاقدون أصحاب المصالح الضيّقة.

من حق الإمارات أن تفخر بمشروعاتها الإنسانية «النوعية» التي ارتقت بالإنسان، وغيّرت مجرى حياة مئات الآلاف، بل الملايين من الفقراء والمحتاجين، لم تمدهم بالمال فقط، بل مدتهم بما هو أهم وأفضل وأكثر ديمومة واستمرارية، مدّتهم بالعمل الذي نقلهم من حال إلى حال، وأعدّ لتلك المجتمعات الفقيرة جيلاً جديداً متعلماً، يبني وينمّي ما عجزت عن تنميته كثير من الدول الكبرى!

مؤسسة دبي العطاء، إحدى مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، أسهمت بشكل أساسي، منذ إنشائها، في خفض نسب الأطفال المتسربين من التعليم «عالمياً» بنسبة 50%، وقررت كذلك تخصيص 33% من نفقاتها، خلال العامين المقبلين، للتعليم في حالات الطوارئ، وتستهدف رفع أعداد المستفيدين من برامجها بحلول عام 2020، لتصل إلى 20 مليون مستفيد، في 51 بلداً حول العالم.

أرقام مذهلة حقاً، ومشرّفة ومفرحة، وحجم العمل الإنساني الإماراتي أثّر إيجاباً في النسب والأرقام العالمية، وله مردود فاعل وإيجابي على دول كثيرة، فاختيار التعليم ونشره ليس أمراً سهلاً، بل هو تحدٍّ صعب في الدول الفقيرة، لكن، ومع ذلك، نجحت الإمارات في كسب التحدي، واستطاعت أن تحقق نقلات نوعية في حياة ملايين البشر.

ما تقوم به مؤسسة دبي للعطاء شيء فوق الوصف، فنحن عندما نتحدث عن التعليم في الدول الفقيرة، فالأمر لا يقتصر على إنشاء مدارس وتوزيع كتب، ربما يعتبر هذا الجزء هو الأسهل، في ظل ظروف قبلية واجتماعية معقدة، وتضاريس مُهلكة، وفقر مدقع، يجعل الإنسان يفكر في لقمة عيش قبل أن يفكر في إرسال ابنه أو ابنته إلى المدرسة!

برامج «دبي العطاء» شاملة، ومُعدة خصيصاً وفق المعايير العالمية، لتناسب تلك المجتمعات الفقيرة، فالبرنامج يبدأ من البيت، بتأهيل الوالدين، ورفع مستواهما الثقافي والتعليمي، كي يحافظا في ما بعد على مستوى أبنائهما، ليس هذا فحسب، بل يبدأ في علاج الأمراض المرتبطة بالفقر، التي تتسبب في عدم إرسال الأطفال إلى المدارس، ومنها مرض الديدان المعوية المنتشرة!

مكافحة الديدان مرتبطة بنشر التعليم؟ نعم، وهذا ما فعلته «دبي العطاء»، كافحت الديدان للقضاء على سوء التغذية، الذي بدوره يحطّم الاستيعاب والتركيز والتعلم، قضت عليها في كثير من القرى والمدن الإفريقية، ثم بعد ذلك شيّدت المدارس القريبة من تلك القرى والمدن، لتقضي على مشكلة صعوبة الوصول إلى المدارس، وبذلك ارتفع بشكل كبير جداً عدد الأطفال المنتظمين في الدراسة، وانخفض بشكل ملموس عدد المتسربين من التعليم.

هذا ليس كل شيء، فلابد من تطوير وتأهيل المعلمين أيضاً، وهذا ما قامت به المؤسسة، بالتوازي مع البرامج السابقة، فالعملية التعليمية مرتبطة ببعضها بعضاً، وتالياً أقرت برامج مختلفة لتأهيل المعلمين، ما أسهم في رفع المستوى التعليمي، واكتمال مثلث التأهيل، بدءاً من أولياء الأمور، إلى سلامة الأطفال، ووصولاً إلى المعلم، ليجد الجميع مدارس متطورة، وبيئة تعليمية ملائمة، في مناطق قريبة جداً منهم، أليس في ذلك جهد يستحق كل شكر وتقدير؟

ولأن طموحات الإمارات دائماً عالية، ورغبة قادتها في نشر الخير لا حدود لها، لم تكتفِ «دبي العطاء» بكل ذلك، فهي الآن تخطط لرفع أعداد المستفيدين من برامجها التعليمية إلى 20 مليون شخص في 51 دولة حول العالم، بحلول 2020، إنها بالفعل مفخرة حقيقية للإمارات، وهو بالفعل عمل إنساني عالمي غير مسبوق.

المصدر: الإمارات اليوم