سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

الإمارات و«إكسبو».. نهجٌ متطابق

آراء

«إكسبو الدولي» ليس معرضاً كبيراً، عملياً لا تتواءم كلمة معرض بمعناها الحرفي مع «إكسبو»، فهو أكثر بكثير من ذلك، فلا يوجد معرض يستمر لمدة ستة أشهر، ولا يوجد معرض يزوره رؤساء دول، ويزوره أطفال مدارس في الوقت ذاته، لذلك فإن «إكسبو» بمعناه الشامل والمتعدد، هو وجهة عالمية تتضمن منصات دولية عديدة، منها منصات ثقافية وحضارية وعلمية وترفيهية واقتصادية، وهو ملتقى فكري وإنساني وحضاري، ومكان لتواصل العقول والمواهب، ورسم المستقبل، وتحقيق التوازن والاستدامة على كوكب الأرض.

«إكسبو» بهذا المعنى الشامل، هو انعكاس حقيقي لما يحدث في الإمارات، الدولة الحاضنة لمختلف جنسيات العالم، بحب وأمان وسعادة، ويتطابق عملياً مع حاضر ومستقبل مدينة دبي، حيث الوجهة العالمية التي تستقطب ملايين الزوار من مختلف العالم، وتستقطب العقول والقلوب ليعيشوا معاً، ويقدموا خلاصة فكرهم وجهدهم، لتكوين مجتمع حضاري راقٍ، يسعى لبثّ المحبة والسلام، ويتبنى الاستدامة للمحافظة على البيئة ومكوناتها.

في دبي، نحن متأكدون من أننا نستطيع تنظيم أفضل «إكسبو»، ليس مفاخرة ولا مبالغة، بل لأن الجميع هنا في الإمارات يعملون كفريق عمل واحد لإنجاح هذا الحدث العالمي الفريد، ليس ذلك فحسب، بل إن المواطنين والإخوة العرب، يعتبرون أنفسهم جزءاً منه، يودون الإسهام، وبأي شكل من الأشكال، فيه وفي إنجاحه، والأهم من ذلك، أن فكرة ورسالة «إكسبو الدولي»، هي باختصار أسلوب حياة يومي في الإمارات، وأهدافه المرجوة في التطور والحضارة والتواصل، هي أهداف تسعى الإمارات بنهجها وسياساتها، وقد تفوقت في كثير منها، وتحاول جاهدة في الوصول إلى المراتب الأولى عالمياً في بقية الأهداف.

كثيرون يعتقدون أن «إكسبو» هو حدث اقتصادي بحت، وهذا، بلاشك، خطأ كبير، صحيح أن الاقتصاد لا يمكن تجاهله هُنا، وهو محرك لكثير من الأمور الاقتصادية، لكن دبي لم تستضفه لهذا الهدف، ولذلك فإن ما تصنعه اليوم، وما تشيده من منشآت، وما تبنيه من أبنية، ليس مرتبطاً بفترة معينة، ولا بوقت معين، ولا بـ«إكسبو» وحده، بل هو تبني مدينة مستدامة جديدة، سيعيش فيها آلاف البشر حياة حضارية راقية، وفق مقومات متطورة، وبأساليب علمية حديثة.

قد لا يصدق البعض أن هناك من بدأ التخطيط للعيش في هذه المنطقة، وهي مازالت إلى اليوم منطقة بعيدة، تكسو مساحات كبيرة منها الرمال، لكن هذه حقيقة، فهذه الرمال ستتحول في غضون عامين إلى مدينة متكاملة الخدمات، وملامحها قد بدأت في البروز، ولذلك فلا عجب أبداً في أن تقوم شركات عالمية عدة بالإعلان عن انتقال مقارها الإقليمية إلى منطقة «ديستركت 2020»، حيث حجزت مبانيها لموظفيها من الآن، كل ذلك ثقة بدبي، وثقة بريادتها ومكانتها، ونهجها وديناميكيتها.

المصدر: الإمارات اليوم