الإمارات والصين شراكة متطورة

آراء

يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: “تربطنا بجمهورية الصين الشعبية علاقة اقتصادية متينة.. وروابط ثقافية واجتماعية وثيقة.. وعلاقات استراتيجية تحقق رؤى البلدين والشعبين.. وزيارة الرئيس الصيني تحتفي بالعلاقة الاستراتيجية بين البلدين.. وتؤسس لمرحلة جديدة، عنوانها التعاون المثمر والمستقبل الواعد.. وتعمل على بناء روابط اقتصادية وثقافية واستثمارية طويلة المدى مع الصين”. ويقول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إن “الصين الشعبية والإمارات، تلعبان دوراً محورياً في استقرار المنطقة ومستقبلها الاقتصادي”.

السمعة الطيبة التي حققتها الإمارات، عربياً وإقليمياً ودولياً، أعطتها مكانتها، كونها وجهة سياحية وتجارية واقتصادية واستثمارية متميزة، لما تتمتع به من سيادة القانون والاستقرار والأمن والأمان، وغيرها من المقوِّمات الفريدة التي مما لا شك فيه، كان يقف خلفها رجال وقادة أوفياء مخلصون.. وشعب محب مخلص ومتكاتف مع قيادته في نهجه ومسيرته التنموية والسياسية..! والعلاقة بين دولة الإمارات والصين، ليست علاقة وليدة، بينما هي علاقة تاريخية، تتميز بالتطور الدائم والتفاهمات المستمرة بين البلدين، علاقة تأسست منذ عقود مضت، مكانها “عبر البحار”، عندما كان أجدادنا يتبادلون البضائع والمعرفة والفهم عبر طريق الحرير القديم قبل أعوام طويلة مضت، عندما فتح الجانبان الطريق البحري للتبادل التجاري، ومنذ ذلك الوقت، جاء سُوّق الحرير والخزف الصيني إلى شبه الجزيرة العربية وشرق إفريقيا، كما سوّقت التوابل واللؤلؤ العربي إلى الصين مروراً بالمحيط الهندي..!

وتطورت العلاقات بين البلدين بعد تأسيس دولة الإمارات، وفي الثالث من ديسمبر لعام 1971، بعث المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات، ببرقية إلى شو ان لاي رئيس مجلس الدولة الصيني، لإعلان قيام دولة الإمارات، ورد شو ان لاي، ببرقية تهنئة إلى الشيخ زايد، معرباً فيها عن اعتراف الصين بدولة الإمارات.

وأبدى كلا البلدين استعدادهما لتعزيز علاقات الصداقة بينهما، وفي وقت لاحق، تطورت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وأقامت الصين معارض المنتجات الصينية، وأنشأت مراكز تجارية لها في دبي، كما فتحت مكتب الطيران المدني الصيني في الشارقة. وبالتزامن مع ذلك، قام المنتخب الصيني لكرة الطاولة والفرق الفنية الصينية، بزيارات للإمارات، تلبية لدعوات إماراتية…

وفي ديسمبر من عام 1989، قام فخامة الرئيس الصيني آنذاك يانغ شانغ كون، بزيارة رسمية لدولة الإمارات، وكان في استقبال فخامته في مطار أبوظبي الدولي، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، على رأس المستقبلين من حكام الإمارات وكبار المسؤولين في الدولة، وأجريت مراسم استقبال مهيبة على أرض المطار. وفي مايو من عام 1990، قام المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بزيارة رسمية للصين، حيث التقى الرئيس الصيني يانغ شانغ كون في قاعة الشعب الكبرى، وأهداه تمثال الطاووس الرائع.

وفي المقابل، أهدى الرئيس الصيني، الشيخ زايد، لوحة ضخمة مصنوعة بأسلوب تطريز سوتشو التقليدي الصيني، وعليها صورة الشيخ زايد، الذي بدا مبتسماً من كل زاوية.. وخلال عام 2008، قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بزيارة هامة إلى الصين، التقى خلالها مع كبار المسؤولين الصينيين، وعقد عدة اجتماعات هامة مع الفعاليات الاقتصادية في مدينتي بكين وشنغهاي. وفي الأعوام 2009 و2012 و2015، قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بزيارات متتالية للصين، أسفرت عن الكثير من الاتفاقيات التي انعكست على العلاقات المشتركة بين البلدين.

دولة الإمارات تحتضن أكثر من 200 ألف مواطن صيني، وتضم نحو 4000 شركة تجارية صينية، كما تجاوز حجم التبادل التجاري السنوي بين البلدين، الـ 50 مليار دولار، ما جعل الإمارات من أكبر الشركاء التجاريين للصين في العالم.

ويقول الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية: إن دولة الإمارات العربية المتحدة، تمثل واحة التنمية في العالم العربي. مشيراً إلى أن البلدين الصديقين يكملان بعضهما البعض في التنمية، وشريكان مهمان للتواصل والتنسيق في الشؤون الدولية والإقليمية، لما لديهما من رؤى تنموية متقاربة، وأهداف سياسية متطابقة، وروابط تعاون متنامية، مؤكداً أنه رغم البعد الجغرافي بين الصين والإمارات، إلا أنهما موطن لشعوب محبة للكفاح والإبداع والحلم.. أيضاً لدولة الإمارات مع الصين مواقف إنسانية مشرفة، لن ينساها الشعب الصيني في وقت شدائده، إذ تبرعت الإمارات بـ 50 مليون دولار أميركي للصين، بعد تعرض محافظة ونتشوان بمقاطعة سيتشوان الصينية، لزلزال مدمر في عام 2008.. لقد وثقت الصين ودولة الإمارات التعاون بينهما، وعبر الأمم المتحدة، وتبادلا الدعم والتأييد في الشؤون الدولية.

كما تعمل الصين والإمارات سوياً على صيانة مصالح الدول النامية، والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، لكون كل منهما شريكاً وصديقاً موثوقاً به لدى الآخر.

وتدعم الصين جهود دولة الإمارات في الحفاظ على السيادة الوطنية، وتحترم اختيارها في الطريق التنموي الذي يتماشى مع ظروفها الوطنية، وتعتبرها دائماً شريك التعاون الاستراتيجي الرئيس في منطقة الشرق الأوسط والخليج.

المصدر: البيان