سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

الإنجازات عظيمة.. والحفاظ عليها مسؤولية أعظم

آراء

في دبي، انطلق «أسبوع جيتكس للتقنية» في دورته السابعة والثلاثين، تحت شعار «إعادة تخيّل الواقع.. اكتشف تحوّل وابتكر»، بمشاركة حكومات وشركات عالمية وإقليمية للكشف عن أحدث ابتكاراتها وتحولاتها للتقنية. وبلغة الأرقام هناك 4100 شركة من 70 دولة، تشارك في «جيتكس» الذي استقطب أكثر من 1.4 مليون زائر خلال السنوات العشر الماضية، وتختتم دورته الحالية اليوم.

في «جيتكس»، وفي قلب دبي، حيث المركز التجاري العالمي الذي تستعرض الشركات أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجالات تشمل سلسلة الكتل، والذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وإنترنت الأشياء، كما تدعم فعاليات المعرض معايير التحول الرقمي الذكي، وتبني أنماط المدن الذكية، وباختصار فإن العالم يتحدث بلغة المستقبل، ويرى ملامح النهضة التقنية من هنا، من دولة الإمارات، من مدينة دبي!

وفي أبوظبي، أنهى المسؤولون الاتحاديون والمحليون، قبل أسبوعين تقريباً، وبحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كل الخطط والبرامج التي تضع حجر الأساس لمئوية الإمارات 2071، وتم خلال الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات عقد اللقاء الوطني الأكبر من نوعه، الذي نتج عنه إطلاق خمس استراتيجيات طويلة الأمد و120 مبادرة وطنية في أكثر من 30 قطاعاً مشتركاً بين الاتحادي والمحلي، إلى جانب استعراض الواقع الجيوسياسي العالمي.

في هذا الإطار قال محمد بن راشد: «الإمارات دولة صنعت حاضرها بنفسها، وهي قادرة بالروح نفسها على صنع مستقبلها الذي يضمن لأجيالها خيراً ورخاء مستداماً»، ومن جانبه قال محمد بن زايد: «نستعد للغد بفكر ورؤية طموحة تستشرف آفاق المستقبل، ما يتطلب العمل كفريق واحد متناغم وفاعل».

في الإمارات عموماً عدد لا يُحصر أبداً من الفعاليات والنشاطات والمبادرات الاقتصادية والسياحية والإنسانية والاجتماعية والثقافية، وكل ما يخطر ولا يخطر على قلب بشر من نشاط، وما ذكرته في المقدمة ما هو إلا مجرد نموذجين لما حدث هنا في الإمارات، خلال أيام معدودة، لنرى مدى نجاح الرؤية الشاملة التي بُنيت عليها هذه الدولة، ومدى التفكير الاستراتيجي بعيد الأمد لقادتها الذين يضعون المستقبل، بكل ما فيه من تطور وتنمية وتحديات، أمام أعينهم، ويذهبون إليه واثقي الخطى، وذلك بعدما أعدّوا العدة المناسبة من تقنية وموارد بشرية وغير بشرية للدخول في خضم هذه التحديات.

لدينا مكتسبات قيّمة، بذل الجميع جهوداً ضخمة لتحقيقها، ولدينا إرث من قيم التماسك والتعاضد والوحدة، تركه مؤسسو هذه الدولة، الذين انتقلوا إلى رحمة الله، وبنى عليه القادة الحاليون، حفظهم الله، في الوقت الذي أسسوا مراحل التطور والتنمية والاستقرار والرفاهية، ولدى الجميع اليوم هاجس الحفاظ على هذه المكتسبات والإضافة عليها، وهاجس ديمومة التطور والرخاء للأجيال المقبلة، لذلك فالإنجازات عظيمة ومسؤولية الحفاظ عليها أعظم، وما دون ذلك لا أهمية له!

المصدر: الإمارات اليوم