د. ميثاء سيف الهاملي
د. ميثاء سيف الهاملي
كاتبة و شاعرة إماراتية

الإنجاز الذي يحتذى

آراء

زرتها بمكتبها في مقر الملحقية الثقافية في القاهرة، ومن مقدمة الشارع إلى ناصيته تستشعر تلك الرائحة المعتقة بالأصالة لتخبرك أن هنا نبضا إماراتيا أصيلا، كان ذلك النبض سيدة مُحبة مخلصة نشطة طموحة، حريصة على كل شأن يخص طلاب الإمارات وتتابع بنفسها حتى أدق التفاصيل من شؤونهم.

هي واحدة من بنات الإمارات اللواتي يحملن الوطن بين جنبات الروح، محلقات به أينما كن فوق كل آفاق الجمال وعناوين التميز.
سيدة تمتلك ابتسامة مفعمة بالحيوية تستقبل بها قلوبنا قبل أكفنا، وتحتضن أرواحنا بحنان الأم ووفاء الأخت ومساندة الصديقة..إنها الدكتورة «فاطمة العامري»، نموذج مدهش لبنت الإمارات الحاملة لشعار التميز والتألق في كل مكان وزمان.

«وإن كنا مليون مواطن، يجب أن يكون إنجاز كل فرد بعشرة ملايين»، عبارة جاءت في سياق حوار جمع بيني وبينها حينها أدركت العمق الذي تتميز به وقبل ذلك ملامح الثقة التي تعلو محياها وإيمانها بقدرة الإنسان الاماراتي المخلص لوطنه أن يكون نموذجاً يحتذى في كافة المجالات..

فاطمة العامري من النماذج الكثيرة التي تشرف الوطن في كل مكان وموقع داخل وخارج وطننا المعطاء، وبلادنا تستحق أن تزين جيدها بتلك النماذج التي عنوانها التميز والجمال، فنحن «عيال» زايد وشباب خليفة، جنود لهذا التراب الطاهر والذي تعودنا من قادته أن لا نرتضي بأقل من المركز الأول ولا نتطلع يوما لغيره.

الإنجاز الرائد لا يقاس بأعداد العاملين عليه ولا يشترط في ذلك، فقد يتحقق على يد شخص واحد إنجاز عظيم، وقد تفشل في الحصول عليه أمة بأكملها، وقد يكون المرء أمة عظيمة بالعمل العظيم، والعمل الذي دافعه الحب هو فقط القادر أن يثبت جدارته وخصوصيته وإن حفته الصعوبات والتحديات، ذلك العمل الذي يترك بصمة خالدة في ذاكرة القلوب قبل كتب التاريخ.

هذا الوطن أعطى ومازال، احتضن الجميع، وأغدق عطاياه بلا منة، فمن أبسط حقوقه أن نعمل على نقش اسمه بماء الحب المذهب على جبين الزمن، في كافة المجالات، وأهمها تمثيله في الخارج، سواء في البعثات الدبلوماسية أو التعليمية أو غيرها حتى وإن كنا مسافرين لغرض السياحة، يجب أن لا نتناسى أن الوطن على عاتقنا، لا لأنه الوطن فحسب بل لأنه «الإمارات» رمز الوحدة الأكثر تميزاً واستمرارية بين دول العالم. لا يجب أن نترك أعمارنا تمر دون ترك بصمة على صدره، فاليوم الذي يمر دون زرع عمل مخلص لا يعد من العمر ولا يحتسب، لأن الأعمار تقاس بالإنجاز و ليس بعدد السنين، فكم من البشر مر مرور عابر سبيل لا يذكره المكان و لا تحفظه الذاكرة، وكم من صغير رحل، تاركاً أثراً جميلاً في النفوس لا يزول مهما تعاقبت عليه الدهور

خاص بـــ “الهتلان بوست”