محمد الحمادي
محمد الحمادي
رئيس تحرير صحيفة الرؤية

التربية الأخلاقية والطريق إلى «نوبل»

آراء

عندما يضع القائد التاريخ نصب عينيه ويفكر كيف سيحكم علينا بعد سنوات، فإن ذلك يعني أن هذا القائد يعمل للمستقبل بكل صدق وإخلاص ويقدم كل ما بوسعه ليكون التاريخ معه.

لقد كان حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على حضور الجلسة الحوارية التي عقدت يوم أمس في أبوظبي حول إعداد «منهج التربية الأخلاقية» الجديد دليلاً آخر على اهتمام القيادة بالأجيال وبمستقبل هذا الوطن.

وحضر سموه ليؤكد أهمية هذه المادة، وفي الوقت نفسه ليوصل رسالة بأن هذه المادة في منهاجنا ليست من مسؤوليات وزارة التربية والتعليم فقط، بل كل الأطراف تتشارك في نجاح هذا المنهج، فالمدرسة والمعلم والأسرة شركاء في هذا العمل المهم، لذا حرص القائمون على إنجاز هذا المشروع على أن يشركوا معهم أولياء الأمور في الجلسة الحوارية التي دارت بالأمس، فالاستماع إلى أولياء الأمور مهم ومعرفة رأيهم وإشراكهم في المشروع جزء من النجاح.

وصحيح أننا نريد أن يكون أبناء الإمارات من المرشحين لنيل جائزة نوبل خلال العقود المقبلة، كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، خلال اجتماعه بأعضاء مجلس علماء الإمارات بالأمس ضرورة العمل على تأهيل جيل من الباحثين والأكاديميين الإماراتيين، لكننا ندرك أن كل ذلك لا يمكن أن يتم إلا ضمن رؤية شاملة تحتوي على التربية الأخلاقية، التي تركز على شخصية الإنسان والمجتمع الذي يعيش فيه وعلى تربيته المدنية والثقافية.

لأننا نعرف أنه لا قيمة لنوبل بلا أخلاق، وأنه لا ينبغي أن ينال جائزة نوبل إلا من نال فضيلة حسن الخلق، فإننا نضع رؤية متكاملة لبناء الإنسان الإماراتي وإعداده للمستقبل بطريقة تجعله يحمل الأخلاق الحميدة قبل أن يمتلك الشهادات العليا.

والإنسان بلا أخلاق لا يمكن أن يبني وطناً إلا من الإسمنت، أما عندما يمتلك الأخلاق، فإنه يبني وطناً وحضارة وثقافة وفضائل وقيماً، وهذا ما يجعلنا في الإمارات نعمل كل ما بوسعنا كي نحافظ على أخلاقنا التي ورثناها عن آبائنا وأجدادنا وأن نبني وطناً عماده الأخلاق.

الأخلاق هي عنوان الأوطان وهي زينة الشعوب، وبها يزداد الجمال جمالاً والعمل اكتمالاً، لذا فإننا في الإمارات نسخّر كل الجهود كي نربي أبناءنا تربية أخلاقية، وهو ما يجعل القائد يقتطع جزءاً من وقته الثمين كي يتابع ويشرف بنفسه على ما تم إعداده لمنهج التربية الأخلاقية التي ستدرّس لطلابنا ابتداءً من العام الدراسي المقبل.

المصدر: الإتحاد