سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

التعايش مع الروبوتات أمر حتمي!

آراء

باختصار.. من أراد أن يرى المستقبل، فليشاهد أفلام الخيال العلمي، فهي بكل ما تحمله من مبالغات بعيدة عن تصوّر العقل البشري الحالي، إلا أنها الأقرب لحياة الإنسان التي سيعيشها بعد عشرات السنين، بل ربما يحمل لنا المستقبل ما لم يفكر فيه بعد مخرجو أفلام الخيال السينمائيون.

مشاهد عدة ظهرت خلال الأفلام السينمائية المختلفة القديمة، تصوّر لنا سيطرة الروبوتات على حياة البشر، وفي الحقيقة فإن هذا الأمر قابل للتحقق بشدة، بل إن فصوله الأولى بدأت في التشكّل خلال الفترة الأخيرة، حيث بدأ العديد من شركات التكنولوجيا تطوير روبوتات أقرب إلى البشر، سواء في ما يتعلق بالتصميم الخارجي، أو بالقدرات التي يمكنها تنفيذها، فلم تعد الروبوتات تقتصر على جانب تنفيذ الأعمال فقط، بل بدأ العديد من الشركات تطوير روبوتات إنسانية أكثر.

«متحف المستقبل»، المقام ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات، يعرض نماذج من هذه الروبوتات البشرية التي ستشارك البشر الحياة في القريب العاجل، وهي تحمل مواصفات يصعب تصديقها، فهي ليست مجرد أجهزة، بل هي قريبة جداً من الإنسان في شكلها وحركتها، وحتى في نظرات العين وحركة رموشها!

روبوتات تحمل جينات الذكاء الاصطناعي، فتتعرف إلى أصحابها، وتؤدي الأعمال المطلوبة منها على أكمل وجه، إنه شيء لا يكاد يصدقه عقل، لكنه حتمي وواقعي، ولا حل أمام إنسان اليوم إلا أن يتقبل فكرة التعايش المستقبلي مع هذه الروبوتات، كما يتعايش الآن مع الحيوانات الأليفة!

«متحف المستقبل» يفتح أبواب الغد أمام المشاركين في القمة العالمية للحكومات، والمهتمين بعلوم وابتكارات المستقبل، ويتيح لهم التعرف إلى ملامح حياة المستقبل، وأهم الاختراعات وفائدتها الحقيقية التي تُحقق نقلة نوعية في مختلف مجالات حياة الإنسان في رحلته إلى عام 2035، حيث يعيش الزوّار تجربة حيّة لإمكانات الذكاء الاصطناعي في التدخل في أداء الجسم والعقل البشري، إضافة إلى رؤية استشرافية للدور المحوري للذكاء الاصطناعي، على صعيد الحياة الأسرية والاجتماعية، ومدى تأثيره وسبل الاستفادة منه في تطوير الحكومات والمجتمعات.

الحكومات الذكية هي التي تُخطط للمستقبل ولا تخشى تحدياته، هي التي تعمل بجد للاستفادة من إمكانات التقنية العالية، لا أن تحدّ من استخداماتها، وهي التي تُعدّ جيلاً متسلحاً بالعلم لمواجهة المستقبل والسيطرة على كل معطياته وتداعياته، لا أن تركن على غيرها، أو تراوح مكانها وتنتظر الحلول، من ينتظر المستقبل سيتفاجأ به، ومن يعمل من الآن بعقلية المستقبل سيحقق الريادة، وسيكون قائداً للتغيير لا تابعاً ينتظر التغيير.

المصدر: الإمارات اليوم