محمد الحمادي
محمد الحمادي
رئيس تحرير صحيفة الرؤية

التغييرات الحكومية تجديد للدماء وتحفيز للأفضـل

آراء

عندما يكون التغيير مدروساً بشكل جيد، فإن ذلك يعني أن النتائج ستكون على مستوى التغيير، وستتحقق النتائج المرجوة من وراء التغيير.

الإمارات شهدت خلال الأيام الماضية تغييرات كبيرة جداً في هيكل الحكومة الاتحادية، كان أبرز سماتها، دمج عناصر شابة جديدة في مجلس الوزراء، وأمس شهد المجلس التنفيذي لحكومة أبوظبي قرارات جديدة بتعيينات وتغييرات أيضاً في الهيكل الإداري للمجلس، فدخل أعضاء جدد إلى المجلس، وخرج أعضاء، وتم إدراج بعض الجهات وتغيير جهات أخرى.

هذا التغيير كان مرتقباً في المجلس، وكان الكل ينتظر خطوة كهذه لتجديد الدماء أولاً، ولتحفيز الجهات والمسؤولين على بذل المزيد، وتقديم الأفضل للإمارة والمواطنين.

قرارات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بتشكيل مجلس الوزراء والمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي في هذه الأيام والظروف، تعني أن تحمل المسؤولية صعب جداً، والمسؤول لا يحسد على المنصب الذي يكلف به، لأن المطلوب منه الكثير، والتراخي أو التهاون أو التقصير لا يمكن أن يمر دون حساب، خصوصاً في ظل وجود رؤية واضحة لدى القيادة في جميع القطاعات، وربما هذه التغييرات تعتبر منطقية جداً ومتوقعة بعد الخلوة الوزارية الأخيرة التي عقدت يومي 30 و31 يناير الماضي في دبي، والتي اجتمع فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مع المسؤولين الحكوميين في القطاعين الاتحادي والمحلي على مدى يومين، وتمت مناقشة خطط الحكومة، ومستقبل الدولة خلال العقود القادمة.

من عمل وأخلص واجتهد وترك منصبه، يستحق منا كل الشكر والتقدير والثناء، ونقول له: «بيض الله وجهك ما قصرت، كفيت ووفيت»، والدور على المسؤولين الجدد كي يقدموا الجديد والمختلف، وما يتناسب ومتطلبات المرحلة المقبلة في دولة تعيش وسط محيط مشتعل، وفي عالم يواجه التحديات الاقتصادية والأمنية المتزايدة.

ما يميز التغيير في حكومة الإمارات أنه لا يكون رد فعل أو قراراً مفاجئاً، وإنما يأخذ وقته الكافي في الدراسة، وأحياناً لا تكون التغييرات كبيرة، وإنما يكون هناك تغيير وتحريك، لذا فإنه من المهم أن يدرك كل وزير أو رئيس دائرة أو مسؤول كبير، أن بقاءه وتجديد الثقة به، لا يعني أن عمله كامل، بل قد يعني أنه حصل على فرصة جديدة لاستكمال عمله أو تدارك ما يجب تداركه، وكل ذلك يكون في نهاية الأمر من أجل مصلحة الوطن والمواطن، ومستقبل الأجيال.

المصدر: صحيفة الاتحاد