محمد الحمادي
محمد الحمادي
رئيس تحرير صحيفة الرؤية

الحزم مع الإرهابيين

آراء

في المرة المقبلة عندما يتم إلقاء القبض على إرهابية، نتمنى أن لا يتم إخفاء وجهها وملامحها، وذلك ليس رغبة في رؤية وجهها البشع، ولكن لأن إخفاء الوجه يكون للسيدات الفاضلات والنساء اللاتي يعرفن الحقوق والواجبات، وليس لإرهابية شاركت في التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية ضد أبرياء، وضد وطنها وأمتها، فقد لفت انتباهي، أمس، عند الإعلان عن أسماء وصور الشبكة الإرهابية في السعودية، أن بينهم امرأة، وقد كانت وجوه الرجال ظاهرة، إلا أن وجه المرأة تم إخفاؤه!

نشر صور هؤلاء المجرمين، يجب أن يكون بهدف فضحهم ليحذرهم الجميع، وفي الوقت نفسه لردع أي شخص يفكر مستقبلاً في أن يلتحق بالإرهابيين، ويخون وطنه ويقتل الأبرياء.. ولا فرق في ذلك بين رجل وامرأة، فالإرهابي لا دين له، ولا جنس ولا وطن ولا قبيلة ولا عائلة، فقد باع كل شيء، ووضع يده بيد الشيطان، فكيف لا نكشفه بعد ذلك؟

يجب أن يتم التعامل مع الإرهاب بيد من حديد، وبحزم يجعل الإرهابيين لا يهنأون بنومهم، ويجعل من يفكر في الالتحاق بهم، أن يهرب منهم.. أما التراخي في التعامل مع الإرهابيين وجرائمهم، كما فعلت الولايات المتحدة وتفعل من خلال قانون «جاستا» الذي تنوي إصداره، والذي سيخدم الإرهابيين في كل مكان في العالم، فهو غير مقبول، بل إن هذا التراخي والإصرار على الكيل بمكيالين في التعامل مع الإرهابيين، جعلهم يتمادون، فالغرب والولايات المتحدة يتعاملان مع الإرهابيين بمكيالين، فالإرهابي الذي يهدد أمن أميركا، فهذا له «جوانتانامو» وبئس المصير، أما الإرهابي الذي يهدد أي بلد آخر، لا سيما البلدان في منطقتنا، فتتعامل معه بلين، وربما تجد له الأعذار التي تجعلها لا تراه إرهابياً، فعلى سبيل المثال، أصبح واضحاً أن إرهاب إيران لا يراه الغرب ولا يخافه ولا يحذر منه ولا يعاقب عليه، بل يتفرج عليه، وأحياناً كثيرة يقوم بتبريره، بل وأصبح يسمح لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ولغيره، بأن يكتبوا الأكاذيب في صحف الغرب ويمارسوا التنظير على العالم ويوزعوا تهم الإرهاب على العرب وعلى من يشاؤون، وفي المقابل يلمِّعون صور ملالي الإرهاب في طهران!

لقد أثلج صدورنا إعلان المملكة العربية السعودية، إحباطها أربع عمليات إرهابية، بعد أشهر من مراقبة وملاحقة المشتبه بهم.. ونجاح رجال الأمن السعوديين في إلقاء القبض على جميع عناصر الشبكة الإرهابية وعددهم 17 شخصاً، يحسب للمملكة، ويضاف إلى رصيدها في محاربة الإرهاب الذي تصر إيران ودول الغرب على اتهامها به، وهي أكثر من يعاني منه، وهذه الشبكة الإرهابية كانت تستهدف مواطنين وعلماء ورجال أمن ومنشآت أمنية وعسكرية واقتصادية ونفطية في مواقع مختلفة، ولنتخيل الأضرار التي كانت ستنتج عنها، والضحايا التي ستخلفها تلك السيارات المفخخة التي كانوا يعدونها للتفجير لو نجحوا في مهمتهم؟

المصدر: الإتحاد