الخوف من التغيير

آراء

الانتقال من عمل إلى آخر يخلق التغيير في يومنا ورونق إطلالتنا، والإنسان حين يسعى لإحداث تغيير ما في حياته ينعكس ذلك على طاقته إيجاباً أو سلباً، وذلك يعتمد بالدرجة الأولى على نوع التغيير، نجد العديد من البشر يستسلمون لروتين الحياة الممل خوفاً من ذلك التغيير، وكأنه الشبح المهيمن على أوهامهم واعتقاداتهم بتلك المقولات العقيمة «اصبر على مجنونك حتى لا يأتي اللي أجن منه» وغيرها من الكثير من المعتقدات الراسخة في أذهاننا.

الخوف الذي بداخل كل منا عليه أن يندثر لنستبدله بشجاعة المبادرة، يقال «من دق الباب لقى الجواب» وفي حياتنا إن لم نطرق أبواب الفرص ونحارب الخوف ونسعى بهمة عالية فلن نصل إلى نتيجة، المكافح دوماً هو من يحقق النجاح الذي يساعده على إبراز ذاته والارتقاء بدرجات سلمه في الوظيفة، والحياة، إما أن نرسم لأنفسنا رؤية وهدفاً أو سنعيش يومنا نسعى خلف تحقيق أهداف الآخرين ورؤاهم.

البحث واكتشاف الجديد سنة الحياة وبه تولد الانطلاقات والإبداعات التي تركت بصمة على مر السنين، ما من مبدع أو مبتكر أو صانع للتغيير رضخ لأن يكون أداة تحركها الفرص كيفما تشاء، وفي هذا الجانب يخطر على بالي العديد من الشخصيات التي رسمت فعلاً نجاحات وتركت بصمة وخلقت الفرص ولم تنتظرها، حتى أصبحت علامة مضيئة بحد ذاتها.

تجول في مخيلتي العديد من الأفكار حول وصول هؤلاء المتميزين لتلك المكانة وتحقيقهم لتلك النجاحات، والسؤال الأهم: هل تلك النجاحات هي فعلاً وليدة اللحظة؟ قد يحتاج الشخص في العصور السابقة إلى سنوات من العناء لتحقيق نجاح بسيط، ولكن في عصرنا الحالي ومع التطورات، لا شك أن تحقيق النجاح لا يعتمد بعوامله على الوقت، بل على الجهد المبذول وسرعة اتخاذ الخطوات نحو الهدف.

لتكون الرقم واحد عليك دوماً أن تسابق ذاتك وليس الجميع، فكلما قارنت ما تقدمه بما ينجزه الآخرين ستجد أن هناك سقفاً محدوداً، فيما سقف أحلام الشخص الطموح لا تسعها السماء بطولها وعرضها، تحد نفسك مع كل صباح واستمر بخلق المزيد من التحديات، ولا ترض بالخوض فيما تعرف، بل دوماً انظر لما تجهله حتى ترتقي بمخزونك المعرفي.

النظر للخلف لن يحقق لك المزيد، كن ثاقب النظر واضح الخطوات سريع الإنجاز، دع عنك كل محبطٍ من كائن بشري أو عامل من عوامل الدنيا، لا نهاية لمن لم يكتب بدايته، املأ صفحات الحياة بما تحب وتهوى ستجد ذلك في القادم من عمرك، ولكن إن تركت القلم لهذا وذاك ولتلك الوظيفة آنذاك فلن تجد إلا ما لا تحب وقد تكره، هذا بعض مما علمتني الحياة فماذا علمتك يا ترى؟

المصدر: الاتحاد