ذات يوم وكالعادة خرجت من البيت باكرا ، فأدرت موجة الإذاعة لمحطة هي بالنسبة لي الأفضل، كانت ساعة السيارة تشير إلى السادسة فجرا، وإذ بمحاضرة عن عقوق الوالدين، محاضرة طويلة تخللتها التحذيرات والترهيبات وختمها المحاضر- جزاه الله خيرا- بالدعاء على كل من يعق والديه.

بعدها مباشرة، الساعة السابعة تماما يبدأ برنامج البث المباشر الذي يقدمه مذيع مخضرم هو الأقرب إلى قلوب المستعمين من خلال أسلوبه الجميل الذي تحفه اللباقة، ومع تقديري لدور هذا البرنامج في حل الكثير من مشكلات المجتمع اليومية إلا أني قاطعت هذا البرنامج لسبب بسيط، وهو أني لاأريد أن أبدأ يومي بسماع مشاكل وسلبيات أراها تشابه محاضرة عقوق الوالدين فجرا من حيث بدء يوم جميل بروح سلبية.

في الجانب الآخر هناك إذاعة محلية ناطقة باللغة الإنجليزية، في هذا التوقيت المبكر من الصباح تقوم باستضافة مجموعة من المتميزين الذين كانت لهم تجارب نجاح على أرض الإمارات، يوميا ليشاركوا مستمعيهم أسباب هذا النجاح في أجواء مفعمة بالإيجابية.

حتى أوضح الصورة بشفافية، أنا لست ضد محاضرة دينية أو برنامج جماهيري يخدم أفراد المجتمع، لكنني ضد هذا التوقيت بالذات، ففي البكور يحتاج الإنسان إلى محفزات لا إلى مثبطات . وهذه الأخبار السلبية لها أثر غير مباشر على نفسية الفرد وأيضا على صحته. المغرد الجميل عبدالله النعيمي كتب يوميا ” أكاد أصدق بأن الأفكار تجتذب الأحداث، لذلك أطردوا الأفكار السوداوية من أذهانكم كل صباح، واستبدلوا بها الآمال المشرقة “.

مايو كلينك مركز الأبحاث الأمريكي الشهير وضع خطوات خمس للإنسان ليصبح إيجابي الفكر والحياة:

– حدد مجالات التغيير في حياتك : بمعنى إن أردت أن تصبح أكثر تفاؤلا، عود نفسك على التفكير الإيجابي، قف عند كل أمر تراه بصورة سلبية وحاول أن تتناوله بطريقة أكثر إيجابية .

– لاتحرم نفسك من السعادة: لاتحرم نفسك من الابتسامة والضحك خصوصا في وقت الأزمات، لأن هذا التعاطي مع الموقف يخفف من حدة التوتر النفسي المصاحب .

– اجعل حياتك صحية : مارس الرياضة ولو ثلاث مرات أسبوعيا، اجعل طعامك صحيا، هذه الأمور ليست خيارية تختارها متى شئت بل هي إجبارية، هي بالأساس أسلوب حياة، إن اقتنعت بأن الرياضة كذلك لن تنتظر للغد حتى تبدأ بممارستها .

– اتخذ أصدقاء إيجابيين : لأن الأصدقاء السلبيين لن تجد معهم الحلول بل سيزيدونك أرقا وهما، لذا تحاشاهم وأحط نفسك بالإيجابيين الذين يمنحونك القوة والعزيمة عند الضعف .

– أخيرا تدرب على الحديث الإيجابي : إنه قاعدة فأحفظها عن ظهر قلب ” لاتقل لنفسك قولا لن تقوله للأخر ، كن راقيا ومحفزا لروحك أولا” .

ختاما .. الحياة متغيرة باستمرار تنتقل من مرحلة معقدة إلى أخرى أكثر تعقيدا، لذا إن طغت السلبية على حياتنا فعليها وعلى صحتنا السلام .. فكن إيجابيا ولا تتردد ..

خاص لـ ( الهتلان بوست )