محمد الحمادي
محمد الحمادي
رئيس تحرير صحيفة الرؤية

السويس الجديدة.. عندما يريد الشعب

آراء


المشهد المصري الذي عشناه خلال اليومين الماضيين في القاهرة كان مشهد عرس وطني وفرح كبير، وعلم مصر يرفرف فوق المباني وعلى السيارات، ويحمله الكبار والصغار، فالمواطن المصري كان يترقب بكل جوارحه يوم أمس، حيث يعلق عليه آمالاً كبيرة. لقد كان يوم أمس، السادس من أغسطس، يوماً تاريخياً عظيماً في تاريخ الإمارات وتاريخ الأمة العربية، بإعلان رئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي افتتاح قناة السويس الجديدة رسمياً، وعبرت ناقلتان في اتجاهين متعاكسين في الوقت نفسه، ليحتفل الجميع بنجاح هذا المشروع، الذي نجح القائمون عليه في إنجازه خلال وقت قياسي لم يتجاوز السنة.

لقد أبهر المصريون الجميع، واستضافوا العالم، ليشهدوا بأم أعينهم هذا الإنجاز، مما يعطي المؤشرات الإيجابية لما سيحققه مشروع التوسعة من نتائج إيجابية تعود على مصر وشعبها، وهذا سيكون التحدي المقبل للرئيس السيسي وحكومته، فآمال المصريين معقودة على الآمال التي تعطيها لهم الحكومة، وواحدة منها كان مشروع توسعة قناة السويس الذي دعمه الشعب المصري مادياً ومعنوياً، وقاوموا حملات التشويه والتشكيك التي أطلقها «الإخوان» وغيرهم للتقليل من أهمية هذا المشروع، لكن الرد بالأمس كان عملياً قوياً وقاطعاً، بالأفعال وليس بالأقوال.. ويؤكد أن الشعب عندما يريد شيئاً يحققه.

هذا المشروع هو هدية لشعب مصر، بقدر ما هو هدية مصر للعالم، وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وهو الذي ترأس وفد الدولة لحضور حفل الافتتاح: «مثلما فتحت مصر للعالم عبر قناتها الأولى آفاقاً تجارية جديدة وواسعة.. تفتح اليوم عبر قناتها الثانية لشعبها وللمنطقة أملاً جديداً ومستقبلاً واعداً»، وهذا ما يجعل أنظار العالم تتجه إلى مصر من جديد..

ومن يعرف مصر جيداً يدرك أن هذا الإنجاز لم يأتِ ببساطة، في خضم تحديات سياسية واقتصادية وأمنية متتالية، أما الإرهاب الذي تواجهه مصر فهو التحدي الأكبر الذي يمكن أن يهدد أي مشروع صغير، فما بالنا بالمشروعات العملاقة، وهذا ما يستشعره العالم، وما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تعليقاً على مشروع قناة السويس الجديدة: «افتتاح هذا المشروع سيظل رمزاً لإرادة الشعب المصري بتاريخه وحضارته العريقة وتصميمه القوي على الانطلاق نحو العمل والإنجاز»..

نحن أمام مصر جديدة مع الأيام ستختلف عن مصر ما قبل توسعة السويس.. وفي الإمارات، كانت الفرحة كبيرة بهذا الإنجاز، فكل مواطن يدرك مدى أهمية هذا المشروع لاستقرار مصر، وبالتالي يتمنى له النجاح، وأمس شاهد العالم قصة النجاح التي لم تكن لتكتب لولا تعاون القوات المسلحة المصرية والتحالف الدولي، ولولا الإشراف والمتابعة المباشرة من الرئيس المصري لهذا المشروع وحرصه على إنجازه في أسرع وقت، حتى تكون استفادة الشعب المصري منه في أسرع وقت.

*يوم أمس يوم تاريخيً عظيم في تاريخ الإمارات والأمة العربية بإعلان الرئيس السيسي افتتاح قناة

السويس رسمياً

*الشعب المصري قاوم حملات التشويه والتشكيك التي أطلقها «الإخوان» وغيرهم للتقليل من أهمية المشروع، وكان الرد عملياً قوياً وقاطعاً، ويؤكد أن الشعب عندما يريد شيئاً يحققه

المصدر: صحيفة الإتحاد