الصحافة الصفراء

آراء

عندما تنغمس الصحافة في الإسفاف، والاستخفاف، والالتفاف على الحقيقة، فإنها تنتقل من منطقة، الوعي إلى اللاوعي.

اليوم نقرأ في الصحافة القطرية كلاماً أشبه بزبد البحر، نقرأ كلاماً بذيئاً لا يرقى إلى مستوى العقل، والذين يكتبون، تشعر وكأنهم يلهثون وراء من يريدون نفخه، وإذكاء النار في قلبه، ليزداد انتفاخاً وتورماً، وتضخماً وحتى يحققوا ما يريدون الوصول إليه، فإنهم يقذفون الآخرين بالسباب، والشتائم وأوصاف ما أنزل الله بها من سلطان.

ما وجهته صحافة قطر من اتهامات لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة يندى سذاجة أولاً، ويعبر عن رغبة جامحة باتجاه خيانة المهنة الصحفية، والانحراف بالقلم نحو مستنقعات، لا يمكن أن يخرج منها حبراً نظيفاً.

الخلاف وارد، كما هو الاختلاف، ولكن عندما يصل الأمر إلى البهتان، والفجور، في نعت الناس النبلاء، فإن كرامة الكلمة تهدر، وشهامة الرأي تلقى في سلة المهملات، ويصبح، الكلام مثل سيل عرم يحمل في طياته الحثالة، والنخالة. كنّا نتمنى أن تلتزم هذه الأقلام المسعورة حدود الأدب في تناول شخصية إماراتية إنسانية، شهد لها القاصي والداني ببراعة الخلق، ونزاهة السجية، ونقاء السريرة، وفطنة العقل، وحكمة الرأي، والشفافية في التعاطي حتى مع ألد المختلفين.

كنَّا نتمنّى أن تتخلص هذه الأقلام من الأنا المتورمة، وأن تقول الله حق وأن تنطق بما يليق بشهامة الإنسان الخليجي، إن تبقى من هذا شيء. ولكن للأسف ربما الموجة العارمة التي أخذت المركب القطري بعيداً، عن مراسي الحقيقة، جعلت من العقول مثل التربة الفاسدة لا تنتج إلا محصولاً فاسداً. ربما الانتماء إلى خارج القاموس العربي، أنساهم أدب الحوار، وأنساهم محسنات اللغة البديعية، وأنساهم أنفسهم، فنسوا أنهم يتعرضون لشخصية، نالت التكريم من الله والناس كونه، ينتمي إلى نسل زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وكونه من نبت هذه الأرض الطيبة، إمارات الخير، ونحن لا نشفق إلا على هؤلاء، الذين ظنوا أنهم بتناولهم شخصية محمد بن زايد بهذه الألفاظ النابية، سوف يستطيعون اختطاف الثمرات من الأشجار السامقة، أو يستطيعون العوم في المحيط أو ملامسة قمة الجبل.

محمد بن زايد، قامة في الحكمة، وقامة في الشيمة، وقامة في القيمة، فلن تُطاله عيون من سكنوا في الحضيض، ومن خضهم الرضيض، وأغرقهم الحمق المستفيض، وتاهوا في دياجير الغي يبحثون عن ملاذ، ولا ملاذ للذين فقدوا الرشد، ونالهم السهد جراء ما اقترفته أنفسهم.

المصدر: الاتحاد