سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

الطرق الموازية.. نقلة نوعية في دبي

آراء

مشروعات الطرق في دبي هي بالفعل خلية نحل لا تهدأ، العمل فيها متواصل على مدار الساعة، تنتهي مشروعات وتبدأ فوراً بعدها مشروعات أخرى، تُفتتح تقاطعات وجسور، في الوقت نفسه الذي يتم التخطيط فيه لجسور وتقاطعات أخرى في موقع آخر، كل ذلك في سبيل تسهيل الحركة، والقضاء على الاختناقات، وتقديم حياة أفضل لمرتادي الطرق، والحفاظ على مستوى راقٍ من جودة الطرق.

ما يلفت النظر، أن مشروعات الطرق في دبي بدأت تنحى منحى مميزاً في الآونة الأخيرة، فهي تسير بشكل موازٍ مع حركة سير الناس، المواطنين والمقيمين، تتتبع تحركاتهم، وتقضي على أي اختناق أو ازدحام مروري يعرقل حركة السيارات في طريقهم، هذا ما بدا واضحاً في مشروعات الطرق ضمن المحاور الأفقية التي افتتحتها هيئة الطرق والمواصلات بالقرب من برج خليفة، وفي جسور وتقاطعات القوز، والجسور المؤدية إلى منطقة زعبيل، وهناك العديد من المشروعات الأفقية الأخرى التي تنقل حركة السير عرضاً من شارع الشيخ زايد وشارع الخيل إلى مناطق المواطنين في جميرا والصفا والقوز والبرشاء.

لقد أحدثت هذه المشروعات، المُخطط لها بعناية، فرقاً كبيراً في حركة السير، وجعلت حياة الناس أفضل، وأصبح الانتقال في أي وقت من المناطق المحيطة بشارع الخيل ومناطق الصفا وجميرا إلى المناطق السكنية والمناطق المحيطة بالمطار في غاية السهولة، مقارنة بالخط نفسه قبل عام من الآن، بالفعل لا مجال للمقارنة!

هذه المشروعات أطلقت عليها هيئة الطرق والمواصلات في دبي «الطرق الموازية»، وتهدف إلى خفض الكثافة المرورية على شارع الشيخ زايد، بين التقاطعين الأول والثاني بنسبة 15%، من خلال توفير مداخل ومخارج إضافية لمنطقة الخليج التجاري، وبرج خليفة بطاقة استيعابية تقدر بنحو 20 ألف مركبة بالساعة في الاتجاهين، ورفع الطاقة الاستيعابية لشارع ميدان، واختصار زمن الرحلة عند اكتماله من 12 دقيقة إلى قرابة دقيقتين ونصف الدقيقة بين شارعَي الشيخ زايد والخيل.

والمشروع يتضمن مراحل عدة، ويشمل في المرحلتين الأولى والثانية تنفيذ جسور بطول 5665 متراً، وأنفاق بطول 2445 متراً، وبالتأكيد هذه الجسور والأنفاق لن تستغني عن شعار الجودة، والمستوى العالي الذي يعتبر صفة ملازمة لطرق دبي.

لذلك فلا غرابة أبداً مع هذا الجهد، وهذه الجودة، أن تحصد الإمارات، ولمرات عدة، المركز الأول عالمياً في مجال جودة الطرق، وفقاً لمؤشرات التنافسية العالمية، فما تقوم به هيئة الطرق وبقية الجهات الاتحادية والمحلية من جهود، وحُسن تخطيط وتنفيذ، وتطوير مستمر، جعل مستوى الطرق والبنية التحتية في الإمارات عموماً تصعُب منافسته.

المصدر: الإمارات اليوم