العام الدراسي

آراء

قبل أن يبدأ العام الدراسي، والذي من المقرر أن يهل علينا الأحد المقبل بدوام الطلاب بعد أن باشر المعلمون وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية لعملهم هذا الأسبوع. سارع هواة ترويج الشائعات بإطلاق واحدة تتعلق بتأجيل الدراسة لما بعد عيد الأضحى المبارك، وسرعان ما تلقتها وتلقفتها بعض المواقع لتعيد إنتاجها بل إن بعضهم استغل رابطاً مزيفاً لصحيفتنا «الاتحاد» من أجل إضفاء شيء من الصدقية على الخبر الذي أثار البلبلة والاستغراب على حد سواء.

وقبل اكتشاف الحقيقة عن انطلاق العام الدراسي الجديد في الموعد المحدد له، والذي أكدته الجهات المعنية، وفي مقدمتها وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم، نقول إن هناك من يعمل على تصوير الأمور على غير حقيقتها حول مجتمع الإمارات، لا مكان للجد والاجتهاد فيه، وأن الجميع يسعى لاقتناص المزيد من العطل والإجازات وتمضية الوقت من دون إنتاج يذكر. وكذلك تصوير بيئة التربية والتعليم على أنها بيئة طاردة منفرة حتى الطلاب لا يقبلون عليها حتى قبل بداية العام الدراسي، ويريدون تصوير بدايته لنا على أنه «فيلم رعب» من إخراج وزارة التربية والتعليم، هؤلاء يمثلون الفراغ والإسفاف ذاته. وقد كان أبلغ رد عليهم هذا النشاط النوعي والإقبال الكبير الذي شهدته مراكز التدريب الصيفي والأنشطة التي قدمتها، والجهد الكبير المبذول لغرس قيمة الوقت لدى النشء الذي أصبح أكبر من ذوي العقول الفارغة الذين يقدمونه بتلك الصورة النمطية التي لا تتجاوز التسكع في المراكز التجارية وإدمان الألعاب الإلكترونية والهواتف الذكية. خلال هذا الصيف الذي فضلت مئات الأسر الاستفادة من برامج الأنشطة الصيفية و«صيف بلادي» تحديداً، كنا أمام نماذج مشرفة ومنتجة من حسن توظيف الوقت والاستفادة منه. رأينا شباباً وشابات صغاراً يعملون في محال التجزئة وآخرين انخرطوا في دورات عسكرية وأنشطة تطوعية وهم يطوفون على مواقع الإنشاءات وغيرها يوزعون المياه والعصائر الباردة على العمال، وكذلك القبعات التي تقيهم حرارة الشمس. صور مضيئة ومشرفة هي ثمرة غرس وجهد كبير عنوانه العريض الاستفادة من الوقت والإمكانيات المتاحة، وهي بعيدة كل البعد عن تلك الصورة النمطية التي يريدون ترويجها عن النشء اليوم. والذي أكد في كل مناسبة أنه على قدر المسؤولية والآمال الموضوعة عليه، فلمصلحة من تحاولون الإساءة إليه ؟

المصدر: الإتحاد