العطاء جسراً إلى الباكستان

آراء

أكثر من 57 مليون طفل باكستاني تلقوا مطاعيم ضد شلل الأطفال، في إطار حملة الإمارات للتطعيم التي استمرت نحو خمس سنوات، وشملت أربعة أقاليم في هذا البلد، بتكلفة 397 مليون درهم، ولم تكد تنتهي الحملة في ديسمبر الماضي حتى وجّه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بتنفيذ 40 مشروعاً تنموياً وإنسانياً في باكستان، بتكلفة 736 مليون درهم.

تبلغ نسبة الفقر في باكستان نحو 40%، وفقاً للأرقام الرسمية، وهي الدولة السادسة عالمياً من حيث التعداد السكاني، وفي ظل ارتفاع تكلفة الحرب على الإرهاب تراجعت جودة الأوضاع المعيشية كثيراً في الأعوام الأخيرة، وكانت الإمارات من أوائل الدول التي ذهبت إلى الباكستان بمشروعات تنموية غير ربحية، استهدفت أثراً إيجابياً مباشراً على حياة الناس.

تداعيات الإرهاب أسوأ من انعكاسات الفقر، فهذا البلد أنفق نحو 118 مليار دولار أميركي حتى العام 2016 في مواجهة الجماعات المتطرفة، وارتدادات الأزمات والحروب المجاورة على سكانه واقتصاده، فالإرهاب، بعمائه المعهود، يدمر المدرسة والمستشفى والجسر، فيضاعف المعاناة الإنسانية على الدول والمجتمعات.

العطاء الإماراتي توجه إلى المفاصل الأكثر تضرراً وخطراً على الحياة في الباكستان، وبعيداً عن الترويج الإعلامي، وضمن ثقافة الخير التي نشرتها بلادنا في أرجاء العالم كانت مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، التي أطلقها في العام 2014 لتطعيم الأطفال الباكستانيين ضد الشلل، واستمرت حتى نهاية العام الماضي، ووفرت 371 مليون جرعة تطعيم لأكثر من 83 منطقة.

المتتبع لخريطة العمل الإنساني في الإمارات في أكثر من 180 بلداً في العالم، يجد أنها لا ترتبط بأبعاد سياسية، ولا تتأثر كذلك بالأحداث والمواقف، لأنها تتوجه مباشرة إلى الناس، واحتياجاتهم التعليمية والصحية، وتمكين النساء والشباب، ودعم البنى التحتية، لتكون قادرة على تحقيق التنمية المستدامة، وقد حلت الإمارات في المركز الأول عالمياً، كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية للعام 2017، بنحو 19.3 مليار درهم.

المرحلة الثالثة من المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان، والتي يتابعها سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، تُتوج مرحلتين سابقتين من العام 2011 إلى العام 2017، وفيهما أنفقت الإمارات 1.5 مليار درهم، وتتواصل هذه السنة بمشروعات حيوية ضخمة في الطرق والجسور والتعليم والصحة والزراعة، فضلاً عن الجهود الإغاثية للفقراء والنازحين.

العطاء هو الجسر الذي تمدّه الإمارات إلى شعوب الأرض، بغض النظر عن لونها وعرقها ودينها، وهو الجسر الذي يقطعه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في زيارته الحالية إلى الباكستان في الأيام الأولى من عام التسامح.

المصدر: الاتحاد