العقار المحلي.. التفاؤل مشروع جداً

آراء

من المفيد أن يتواصل الجدل الإيجابي حول تحديات القطاع العقاري في الدولة، ليس فقط لأنّ لديه ما يكفي من عوامل القوة ليستقر ويزدهر، على الرغم من التقلبات العالمية، وإنما لتفنيد الدعاية الإقليمية السلبية، التي باتت متخصصة في تأويلات خائبة لواقع السوق العقارية، وكأننا لا نعيش في عالم تتأثر فيه الاقتصادات ببعضها نمواً أو تباطؤاً.

الدعاية سياسية أصلاً، تنسجم مع أغراض الكيانات المعادية والجماعات المتطرفة في المنطقة، وتستخدم مفردات إنشائية عاجزة عن تشكيل لغة صحيحة، ترتكز إلى الوقائع والأرقام، فنحن نتحدث عن اقتصاد كلّي، وليس عن استعراضات إعلامية مربوطة بحبل الكذب القصير.

العقار الإماراتي اليوم أكثر صلابة ومرونة وخبرة في التكيف مع الأزمات، وتوقعات الخبراء بصعود كبير مع بداية العام المقبل ليست مجرد أمنيات أو تخمينات، فالدولة اتخذت إجراءات مباشرة، وهي تواجه الركود العالمي بخطط وسياسات، ولا تنتظر حدوث معجزة، ولا تأبه للصدأ في ماكينات الدعاية.

القصة الإخبارية التي نُشِرت في «الاتحاد» أمس، تلخّص عوامل الثقل في السوق العقارية المحلية، وترتكز إلى معلومات ومؤشرات واضحة. فالدولة ستنفق 20 مليار درهم مع مطلع السنة المقبلة، ضمن برنامج أبوظبي للمسرعات التنموية «غداً 21»، ولديها عشرات المشروعات الاستثمارية الضخمة القادرة على تحفيز الاقتصاد، كما أن الموازنة الاتحادية خصصت 180 مليار درهم للسنوات الثلاث المقبلة.

إلى جانب ذلك، فإن شركات التطوير العقاري الكبرى في الدولة اتجهت إلى مشاريع الإسكان المتوسط، لجذب فئات متنوعة من المستثمرين، وترافق ذلك مع خفض كثيرٍ من الرسوم على المنشآت والمشاريع، فيما أتاحت التغييرات الحيوية على أنظمة الإقامة في الدولة مجالاً واسعاً أمام الوافدين لربط الإقامة بالاستثمار في السوق العقارية، مع منح الكفاءات المتخصصة وعائلاتهم تأشيرات تصل إلى عشر سنوات.

هذا ما تفعله الدولة، ونحن مطمئنون للنتائج، والشاهد أننا عبرنا الأزمة المالية العالمية بعد 2007 نحو اقتصاد أكثر تنافسية، ودشّنا مشروعات كبرى على امتداد الإمارات، وأقبلت الشركات العالمية إلى بلادنا ثقةً بأمنها واستقرارها التشريعي ومتانة مؤسساتها، ولنتذكر أن رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر زاد على 100 مليار درهم قبل عامين، في إمارة أبوظبي وحدها.

نحن ثاني اقتصاد عربي، بعد السعودية الشقيقة، والعقار منتج واحد في مشهد استثماري متنوع، وهو مقبل على صحة وعافية، وذلك لسوء حظ الدعاية المريضة.

المصدر: الاتحاد