حمود أبو طالب
حمود أبو طالب
كاتب سعودي

القاهرة طوق الإنقاذ الأخير لقطر

آراء

منذ تسليم وزير الخارجية القطري رسالة أميره إلى وسيط الأزمة الشيخ جابر الصباح متضمنة رد قطر على مطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ونحن نحبس أنفاسنا بانتظار خبر سار بين لحظة وأخرى لكن ذلك لم يحدث، فالصمت يفسر أن ثمة عقدة وضعتها قطر في ملف حل الأزمة، وبالتالي سوف تتجه الأنظار اليوم إلى القاهرة حيث يجتمع وزراء خارجية الدول الأربع لدراسة الرد القطري بدقة ثم الإجابة عليه، ولذلك يبدو شبه مؤكد أننا لن نعرف حقيقة الرد إلا بعد اجتماعهم وسنعرف معه ردهم عليه.

لحظات صعبة كنا نتمنى ألا توصلنا قطر إليها، كنا نتمنى لو أنها خيّبت سوء ظننا بها ولو لمرة واحدة وبادرت إلى احترام المطالب والتعامل معها بمسؤولية وطنية تنقذ قطر أولاً من احتمالات سيئة تلوح في الأفق لو جاء ردها رافضا للمطالب، لكن يبدو إلى الآن أنها تهرب إلى الأمام، إلى المجهول بالرهان على الأوهام والافتراضات التي تعتقد أن الأطراف المقابلة غير مدركة لها بعد السنوات العديدة من الخبرة بممارساتها الشاذة.

قطر لن تكون قادرة أبداً على تحمل تبعات موقفها لو رفضت المطالب، ولو حاولت الرهان على الوقت ونقل المواجهة إلى ساحة أكبر فلن تكون كاسبة بحال من الأحوال. ما تملكه الدول الداعية لمكافحة الإرهاب من إدانات مادية دامغة وموثقة بتفاصيلها أضعاف ما تم إعلانه وسيجعل مواجهة قطر مع المجتمع الدولي بأسره، وما سوف يطبق بحقها من إجراءات إضافية في حالة عدم انصياعها للمطالب سيجعلها في وضع لن تستطيع التعايش معه وستنهار تماما خلال وقت قصير. كذلك لن تستطيع قطر إقناع أي جهة في العالم بشكاواها ومعلوماتها المغلوطة لأنها انكشفت سريعا ولأنها في كل الأحوال لا تملك أقل القليل من مهارة التعامل الدبلوماسي والمصداقية الدولية والاحترام والوزن السياسي والاقتصادي الذي تملكه دولة واحدة من الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، فكيف بها مجتمعة. كما أنه من الجنون لو ظنت أن حليفيها الإيراني والتركي سيكون لهما أي شكل من أشكال التدخل ضد الدول الداعية لمكافحة الإرهاب أو حمايتها من العقوبات التي قد تتعرض لها.

لذلك، وكثير غيره، نأمل أن تكون القاهرة طوق الإنقاذ لقطر والمحطة الأخيرة لقطار حماقاتها وتهورها عندما تعلن موافقتها على المطالب وتعلن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب عن عهد جديد لعلاقاتها مع قطر.

المصدر: عكاظ