مطر الطاير
مطر الطاير
المدير العام ورئيس مجلس المديرين لهيئة الطرق والمواصلات بدبي

القيادات الشبابية … الطريق إلى المستقبل

آراء

يمثل الشباب تحت سن 25 عاماً أكثر من خمسين بالمئة من عدد السكان في الدول العربية، هذه الثروة البشرية الهائلة تمتلك القدرات العقلية والذهنية والبدنية اللازمة للابتكار والإبداع، وبالتالي المساهمة الفاعلة في بناء الأمم وتقدمها، إضافة إلى امتلاكها إمكانات وتقنيات لم تكن متاحة للأجيال السابقة، تساعد الشباب على معرفة كل ما هو جديد والتواصل مع العالم الخارجي بسهولة ويسر، فإذا وفرت الدول البيئة اللازمة لتحفيز وتنمية وصقل طاقات وقدرات هذه القدرات والطاقات وتوجيهها التوجيه السليم، لأصبح العالم العربي ضمن مصاف أرقى الدول المتقدمة في العالم.

وفي الوقت الذي نتطلع فيه إلى أن ينهض الشباب في جميع الدول العربية بهذه الأمة التي كانت يوماً ما باعثة النهضة والحضارة في العالم، فإننا نفخر بقيادتنا الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة التي لطالما أولت الشباب جل اهتمامها ورعايتها باعتبارهم الثروة الحقيقية للوطن، حيث اهتم المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه) بشباب الوطن وحثهم على التسلح بالعلم والأخلاق، حيث قال: «نأمل من هذا الشباب أن يقدم إنجازات كبرى وخدمات عظيمة تجعل هذا الوطن دولة حديثة وبلداً عصرياً يسير في ركب العالم المعاصر»، وعلى نفس النهج يكمل من بعده مسيرة الاهتمام بالشباب صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله)، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله)، وذلك بتوفير البيئة المحفزة التي تفجر طاقات هؤلاء الشباب، وفي هذا الصدد قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «نحن دولة شابة، ونفخر بذلك، ونفخر أيضاً بشبابنا ونستثمر فيهم، ونمكن لهم في وطنهم»، واليوم لدينا في دولة الإمارات قيادات شابة تتولى زمام الأمور في مختلف مناحي الحياة، وهي قيادات كفؤة تم اختيارها عن جدارة واقتدار، فلدينا أصغر وزيرة في العالم وهي تترأس كذلك مجلس الإمارات للشباب الذي يضم كوكبة من شباب الوطن المبدع الذي يعمل بجد وإخلاص في سبيل رفعة هذا الوطن وإعلاء رايته بين الأمم.

يعد توفير البيئة المناسبة من أهم الأدوات التي تساهم في إعداد الشاب وتمكينهم لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم والمساهمة في بناء المستقبل وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، مستمدين ذلك من ثقة القيادة بهم، وتوفر الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية في الدولة العديد من البرامج لإعداد وتأهيل الشباب المواطن لتولي دفة القيادة في القطاعين العام والخاص بكفاءة واقتدار، واستكمال مسيرة الرخاء والتقدم والازدهار التي تشهدها دولة الإمارات في مختلف الميادين، لتحقيق رؤية قيادتنا الرشيدة بأن تكون الدولة نموذجاً يحتذى به في تمكين الشباب وتجربة يستفيد منها الآخرون.

وفي هيئة الطرق والمواصلات في دبي، نعمل على ترجمة توجيهات القيادة الرشيدة لتوفير بيئة مثالية لدعم المواطنين وتطوير قيادات شابة قادرة على استشراف المستقبل وابتكار الأدوات اللازمة لقيادة المرحلة المقبلة، حيث توفر الهيئة العديد من البرامج التدريبية منها برنامج «قيادي» الذي يهدف إلى تطوير مهارات وقدرات القيادات الإدارية في الهيئة ويؤهل الشباب لتولي مناصب قيادية عليا، وبرنامج «القدوة» وهو مبادرة تهدف إلى الاستفادة من الخبرات القيادية التي تزخر بها الهيئة لنقل معارفهم وخبراتهم وتوفير التوجيه والإرشاد لقيادات الصف الثاني والثالث من الموظفين المواطنين، وبرنامج «المدير الجديد» الذي يسهل اندماج المدير الجديد في بيئة العمل، ويساعد في توعية المديرين بجميع السياسات والأنظمة للوحدات المركزية المعمول بها في الهيئة، بالإضافة إلى برنامج رخصة الريادة، كما تقوم الهيئة بإيفاد الموظفين للدراسة والتدريب خارج الدولة في برامج نوعية تخصصية للقيادات الشبابية الواعدة، لاكتساب المعارف والمهارات والاطلاع على أحدث التقنيات وأفضل الممارسات العالمية، وتوفر الهيئة عدة برامج للخريجين الجدد تتضمن التدريب العملي والتدريب الصيفي، والخاص بمشاريع التخرج الجامعي، إضافة إلى جائزة البحث العلمي التي تمنحها الهيئة للمتقدمين.

وتقدم الهيئة منحاً دراسية للطلاب المتفوقين لاستكمال دراستهم الجامعية في التخصصات التي تتلاءم مع مشاريع الهيئة المستقبلية، كما تتبنى الهيئة برنامج (أكاديمي) للموظفين لاستكمال دراستهم العليا، من خلال 3 برامج هي «أكاديمي الهندسة»، و«أكاديمي الماجستير العام»، و«أكاديمي دبلوم».

تبلغ نسبة التوطين في القيادة العليا في هيئة الطرق والمواصلات 97%، ويشكل الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و45 سنة، 87% من قيادات الهيئة، فيم تبلغ نسبة التوطين في الوظائف القيادية المتوسطة 82%، ويشكل الشباب 70% من هذه الفئة، والهيئة مستمرة في الاستثمار في مواردها البشرية وتوفر البيئة الداعمة لتمكين الشباب وتحفيز العقول المبدعة والطاقات الشابة في سبيل تحقيق رؤية دبي 2021 التي تهدف أن يكون أفراد المجتمع في دبي منتجين ومبدعين ورياديين في شتّى المجالات مِلؤُهم الاعتزازُ بثقافتهم وإحساسُهم بالسعادة الغامرة ويشكلون، بفاعليتِهِم، الدعامةَ الصّلبةَ لنهضة دبي وتطورها في كافة المجالات.

المصدر: عكاظ