عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

المربرب!!

آراء

انتشرت عبر وسائل الإعلام الكثير من الصور وأفلام الفيديو التي تظهر بعض الأمراض المخيفة، التي يسببها فقدان الشهية (الأنوريكسيا)، خصوصاً لدى بعض المراهقات، في إطار سعيهن لأن يصبحن «مودلز»، بالطبع «بعضهن» وجدنَ في تلك المشاهد المقززة فرصة للقفز على الموضوع، وتحقيق مكاسب شخصية، «شو تبوني أموت نفس اللي في الفيلم؟»، «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة»، «أصلاً الناس كلها تحب المربرب»، وما إلى ذلك من سخافات النساء التي لا تخفى على أحدكم!

قبل أسبوع ومع مطلع العام، أقرّ أحد الكيانات «الشرق أوسطية» الكريهة، قانوناً لحماية مراهقيه من الآثار الإعلامية السيئة للنماذج البشرية في الإعلانات التجارية، والتي لم تتسبب فقط في جعل الكثيرين و«الكثيرات» يفقدون الثقة بأنفسهم، لأنهم «مب حلوين»، بل تعدت ذلك الأمر لحدوث عوارض صحية ونفسية سيئة في المجتمع، فالمجتمع لديه كما لدينا يكاد ينقسم إلى مانع عن نفسه جميع الملذات للحفاظ على «اللوك»، أو غارق بين شحمة الرأس وشطة المندي من باب «خربانة خربانة»!

القانون في الكيان الذي سمي رسمياً بـ«قانون عارضات الأزياء»، يمنع تشغيل أو تصوير أي عارض أو عارضة يعاني فقدان الشهية، لكيلا يصبح هذا هو الأصل في الموضة، أي أننا قريباً سنشاهد لديهم «عارضين يملؤون الشاشة»، وعارضات «يملأن العيون»، ما قد يسبب انقلاباً في مقاييس الجمال الشرق أوسطية! والأمر الآخر الذي نص عليه القانون هو أنه في حال استخدام أي صورة «ملعوب فيها»، سواء باستخدام الـ«أدوبي» أو غيره.. يكتب هذا بوضوح أسفل الصورة الإعلانية، من باب «مفيش حد أحلى من حد»، أو كما تقولها بعض النساء الحسودات في الأعراس: «والله إنها سبالة بس كله شغل مكياج»!

يقوم القانون أيضاً بتقييد الوزن تحت شعار «الصحة أهم من جني المال»، ويمنع استخدام عارضين «نحيلين» وتصوير دعايات خارج ذلك «الكيان»، ثم عرضها في داخله، كما يشجع القانون على أن يتم تصوير أناس طبيعيين في الدعايات بأحجامهم وأوزانهم الطبيعية.

قال لي جدي: «ذات يوم يا بني سننتصر عليهم، وسنرفع الأذان على أسوار القدس العتيقة، لأننا نسبقهم دائماً بعلومنا وأخلاقنا واهتمامنا بالبشر»..

الله يرحمه على كل حال!

 المصدر: الإمارات اليوم