خالد السويدي
خالد السويدي
كاتب إماراتي

المسؤول لا يمارس البلطجة!

آراء

نحن العرب على وجه التحديد ليست لدينا أي مشكلة في انتقاد كل ما لا يعجبنا، نوجه سهام النقد بطرق مختلفة تتعدد أساليبها ما بين المقبول وغير المقبول في مختلف القضايا، في المقابل لدينا حساسية مفرطة تجاه أي انتقاد يمسنا، يستفزنا أي انتقاد ونحوله إلى مسألة شخصية حتى لو كان هذا الانتقاد موضوعياً يهدف إلى تصحيح الأوضاع المتردية في جهة معينة أو يلقي الضوء على ممارسات شخصية غوغائية.

لاحظت في الفترة الأخيرة وجود بعض المسؤولين وغير المسؤولين الذين لا يتقبلون أي انتقاد أو ملاحظات سلبية، يحورون المسألة بطريقة مختلفة ليروجوا أنها محض افتراء وبهتان عظيم يهدف إلى النيل الشخصي من المسؤول أو المؤسسة.

هذه النوعية لا تمتلك الشجاعة للاعتراف بالخطأ والتقصير وبوجود خلل، يدافعون عن أنفسهم عن طريق الهجوم، يظنون أنهم يطبقون النظرية الكروية «خير وسيلة للدفاع هي الهجوم»، يختلقون الأعداء الوهميين، ويتحولون إلى نسخة مشابهة من الدونكي الشوت، الذي يحارب طواحين الهواء فيجعلون من أنفسهم أضحوكة يتحدث عنها القاصي والداني.

في المقابل، ستجده فرحاً بأي انتقاد ينال منافسه أو أي شخص يختلف معه، ولا مانع لديه في أن يمارس النقد المباشر وغير المباشر، يستخدم الأساليب الملتوية بالضرب من تحت الطاولة تارة وتحت الحزام تارة أخرى، يرسل أعوانه للنيل ممن يختلف معهم ممارساً نوعاً من أنواع «البلطجة» الإعلامية والإلكترونية، المسألة عند بعضهم لا يحكمها أي معيار أخلاقي بقدر ما هو نوع من الثأر والانتقام ممن كل من تسوّل له نفسه الحديث عن المصلحة العامة وليس الشخصية.

لا حاجة لي لأذكر شخصاً بعينه لأوضح أني أقصده تحديداً، استمعوا إلى برامج البث المباشر، تصفحوا وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، تابعوا ما يحدث في الرياضة المحلية والتخبطات الموجودة، لاحظوا ردود الأفعال والتصريحات المنفعلة التي لا تعترف بأي تقصير عند حدوث مشكلة أو تقع مصيبة، حينها قطعاً ستعرفون المقصودين.

الأغلبية المقصودة تنأى بنفسها عن المشكلة ولا تدري أنها جزء من المشكلة، لقد علمتني الحياة أن المسؤول الحقيقي لديه الشجاعة للاعتراف بأي خطأ ويبادر إلى تصحيحه، ومن لا يملك الشجاعة لأن يعترف بذلك فمن العار أن يكون مديراً ومسؤولاً، بل هو في الحقيقة «جزء من النص مفقود!».

المصدر: الإمارات اليوم