علي القاسمي
علي القاسمي
كاتب سعودي

المستقبل السعودي… آمال ولغة وطموحات

آراء

الحضور الفاعل والفعال للسياسة السعودية حضور مبهر ومبهج، يقود للاطمئنان على خطة السير للمستقبل والرغبة المتوازنة والشجاعة في التغيير. وطننا البهيّ النقيّ الوفيّ يلعب دوراً بارزاً في كل الملفات والقضايا، يذهب دوماً لصناعة الفارق وإيجاد الحلول وتقديم الثقل في المنطقة بالشكل الذي لا يجيد تقديمه سوى وطن اسمه «المملكة العربية السعودية».

كانت العناوين طيلة الأيام الفائتة تتحدث عن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن، ولقاء الحليفين المتجدد، هذا اللقاء الذي يقود لجملة من الطموحات والأمنيات ويؤسس لجرعات إضافية من التعاون وتعميق التواصل والجهود المتبادلة نحو محاربة الإرهاب ومكافحة التطرف، هو لقاء بمعنى دقيق وكما كان الجميع يتابع لتعميق الشراكات وتنويع الاقتصاد.

الحراك السعودي الضخم وعلى مختلف المستويات أعلن في خطواته عن قدوم السعودية لحماية أمنها ونفسها وتسليح نفسها، بما يكفل ويحقق لها إيقاف كافة المشاريع التوسعية المحيطة والتي تسعى إلى تنفيذها مصدرة الثورات ومنتجة الطائفية وتمزيق المجتمعات السيدة «إيران». القادم – بكل شجاعة – يعني ضرورة تغيير عدد من الخرائط ووضع الأمور في نصابها، ولعل تطابق وجهات النظر السعودية – الأميركية تجاه عدد من الملفات العالقة في المشهد العالمي أمر لازم وضروري نحو إيجاد الحلول المناسبة والعمل بتوازٍ لما يصب في تعزيز المصالح المشتركة ولتصبح مسؤولية الحفاظ على استقرار المنطقة فعلاً ملموس النتائج وذا مكاسب وآثار ونفع مستمر. ولعل من الجميل والمهم في الوقت نفسه أن تتغير زاوية رؤية الأميركيين في ماهية العلاقة بين بلدين كبيرين، وأن يتم تجاوز هذه الزاوية الضيقة المنحصرة في «نفط»، فضلاً عن إيجابيات السطر الثمين الذي يمهد لكون واشنطن متجهة لاستيعاب مشهد منطقة الشرق الأوسط كما يجب وصناعة رؤية تخدم مستقبل البلدين ومصالحهما.

ومما لا شك فيه أن الفوائد المتبادلة والمنافع في ما بين الحليفين سترسم تفاؤلاً منتظراً إزاء مرحلة مختلفة سريعة الإيقاع متنوعة المهددات.

التطلعات لا تتوقف وثمار العمل السعودي السياسي والاقتصادي الدؤوب ستقطف ثمارها تدريجياً، والرسائل التي يحملها هذا العمل تفرضها معطيات وتتحدث عنها ظروف وأحداث. نظرتنا إلى المستقبل متفائلة ولا بد أن تكون كذلك، وكل المسارات الإستراتيجية والعلاقات الطويلة الأمد لا بد من أن تشهد تحولاً وتحمل رصيداً مضاعفاً من الاهتمام وتتجه إلى مزيد من التقارب والتوهج. المستقبل مشبع بالتحديات والتحولات والسعودية تتغير وتغير في الوقت ذاته، ويكفي أن عراب رؤيتها الأمير محمد بن سلمان قال في أشهر الجمل المتداولة وذات القوة والتأثير إنه لا شيء سيوقفه عن تحقيق الإصلاحات إلا الموت فقط. ومن هنا يكون الإيمان بصناعة المستقبل المختلف وكتابته بطريقة استثنائية تستحق التضحيات والدفاع عن مكانة وبلد وولد.
المصدر: الحياة