المشروع الإيراني باسم الدين والطائفة

آراء

مهما حاولنا تبرير الأحداث التي شهدتها المنطقة بأنها بسبب ظلم الأنظمة وفساد الحكومات وقهر الشعوب، أو ربطناها بالفقر والجوع والتوزيع غير العادل للثروات، أو سنة التغير الكوني التي تحدث كل مائة عام تقريبًا مثل ما يعرف بالربيع العربي إلا أن كل تلك الأحداث التي مرت على المنطقة خلال الأعوام الخمسة الماضية – ابتداءً من عام2011م – وحتى يومنا هذا نراه مرتبطًا وبشكل كبير بالنظام الإيراني والحرس الثوري بشكل خاص.

لقد حاولت إيران ومليشياتها وأتباعها وأذنابها الهروب من تهمة الإرهاب والتدخل في شؤون الدول، بل وسعت عبر وسائل الإعلام والفضائيات ومراكز التواصل الاجتماعي من إلصاق تلك التهم إلى دول وجماعات وأحزاب بالمنطقة، ولكن الواقع لا يدع لها مجالاً للهروب إلى الأمام، فكل الأحداث بالمنطقة مرتبطة بإيران ارتباطًا مباشرًا، حتى تلك التمويهات التي يمارسها بعض القادة الإيرانيون مثل المرشد الإيراني علي خامنئي أو أتباعه في لبنان مثل حسن نصر الله لم تعد في قاموس اليوم، فاللعب أصبح على الطاولة وبالمكشوف.

قبل أيام قليلة كشف القيادي بالحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي فلكي وأحد المشاركين في الحرب على الشعب السوري بأن بلاده (إيران) قد شكلت (جيش التحرير الشيعي) بهذا المسمى الطائفي، والتابع لفيلق القدس الذي يقوده الإرهابي (قاسم سليماني) والذي لا زال يتنقل بين العراق وسوريا، وقد أعلنها (فلكي) صراحة بأن هذا الجيش يقاتل اليوم على ثلاث جبهات (ساخنة) العراق وسوريا واليمن، وقد تقاضى في حديثه عن لبنان بحكم أن لبنان ترزح تحت حزب الله الإرهابي.

إن تصريح الجنرال فلكي لم تأتِ من فراغ، فالجميع يعلم بأن إيران ومليشياتها الإرهابية هي التي تقود مشروع تغيير هوية المنطقة، ليس على المستوى العسكري فقط بل حتى مستوى تغيير التركيبة الديمغرافية لتلك الدول، وتحويلها إلى كنتونات طائفية وعرقية حتى يسهل افتعال الاقتتال فيما بينهم، وهذا ما جاء في تصريح الجنرال فيلكي حين أشار إلى قوام تلك القوات ليست من الإيرانيين فحسب بل هي من المرتزقة القادمين من خارج الحدود كما هو الحال في العراق وسوريا واليمن.

صراحة الجنرال فلكي لم تمنعه من الإشارة إلى أن تلك القوات يتم تدريبها لضرب مجتمعاتهم حين تطرق إلى أخفاق إيران من إيجاد قيادات طائفية في أفغانستان بسبب صعوبة التفاهم معها، وضرب مثلاً على نجاحه في إيجاد تلك القيادات في لبنان واليمن والبحرين، واعتبر ذلك أنه استثمار في أبناء الطائفية الشيعية لتحقيق مشروعه التوسعي!! وقد كشفت التحقيقات مع بعض الخلايا بأنها تلقت تدريبات في إيران، وتم تزويدهم بالأسلحة والمتفجرات لزعزعة الأمن والاستقرار في دولهم.

إن تصريح الجنرال فلكي شمل التدخل الإيراني في سوريا، وكشف عن المليشيات الإرهابية التي تشارك في قتل الشعب السوري، مثل ميليشيات (فاطميون) الأفغانية وميليشيات (زينبيون) الباكستانية وميليشيات (حيدريون) العراقية وفيلق (حزب الله) المكون من حزب الله العراقي وحزب الله السوري، (وجميعهم يقاتلون تحت إمرة الحرس الثوري الإيراني بزي واحد وعلم واحد وتنظيم عسكري واحد)، كما جاء على لسان الجنرال فلكي.

إن المشروع الإيراني التوسعي بالمنطقة العربية قد كشفه الجنرال فلكي، وكشف عن خيوطه وأدواته، فإيران اليوم تسيطر سيطرة شبه كاملة على المشهد في العراق وسوريا ولبنان وتحاول أن تتغلغل في اليمن، سواء بتدخلها المباشر في مثل تلك الدول أو من خلال الجماعات الطائفية والخلايا النائمة المتواجد في دول المنطقة وممن تدين بالولاء لمشروع ولاية الفقيه الإيراني.

إن النظام الإيراني يدفع بالشعب الإيراني إلى هاوية الصدام والاقتتال مع شعوب المنطقة باسم الدين والطائفة، وهو مشروع بلا شك فاشل، فشعوب المنطقة سواء العربية أو الإيرانية أو غيرها تسعى للعيش في أمن وسلام، ولن يتاتي ذلك إلا بإبعاد النظام الإيراني عن التدخل في شؤون الغير!!.

المصدر: الأيام