الوجبة القاتلة

آراء

عريس في شهر العسل لقي حتفه نتيجة تسمم غذائي، وفي فندق تتربع النجوم الخمس بمدخله، ومطاعم عالمية لا يصلح زيت القلي فيها للاستخدام الحيواني بحسب دراسة متخصصة، وخلال الشهر الماضي اكتشفت سلسلة من المطاعم العالمية الشهيرة وجود آثار «براز» بالسلطة في 3000 من مطاعمها. وبالولايات المتحدة الأميركية التي تأتي في مقدمة العالم الأول، يتسبب تلوث الغذاء في 75 مليون حالة مرضية منها 325 ألفاً يتم حجزها في المستشفيات ويتوفى منها 5000 سنوياً. بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الأمراض المنقولة بالأغذية تصيب 550 مليون شخص، ويتوقع 420 ألف وفاة سنوياً. ويتعرَّض الأطفال خصوصاً لمخاطر الأمراض المنقولة بالغذاء، فيصاب بسببها 220 مليون طفل، ويتوفى 96 ألف طفل كل عام. وغالباً ما ينجم المرض عن تناول اللحوم النيئة أو غير المطبوخة، والبيض، والمنتجات الطازجة ومنتجات الألبان الملوثة، فإذا كانت الدول المتقدمة تعاني هذه المعاناة على الرغم من وجود رقابة وأنظمة صارمة، فما بالنا بالوضع في العالم الثالث وفي عالمنا العربي!

إن موضوع سلامة الغذاء من أهم القضايا، فهو يتعلق بحياة الإنسان، خصوصاً الأطفال، حيث تقل مناعتهم وتصعب قدرتهم على المقاومة، وحتى تتحسن وترتفع جودة الغذاء لابد من توافر منظومة رقابية، والكثير من التشريعات الفعالة التي يتم تطبيقها ومراقبة تطبيقها بشكل مستمر حتى تكون فعالة وتحقق الغرض منها. كما يحتاج التحسين رفع وعي الأطراف المعنية كافة خصوصاً المستهلك نفسه، كما ينبغي أن تتضمن المناهج الدراسية مساقات عن سلامة وجودة الغذاء. ولقد أسهمت المنظمات الدولية في توفير المعايير والمواصفات اللازمة، فقامت منظمة «آيزو» بإصدار المواصفة الشهيرة «آيزو 22000» لنظام سلامة الغذاء ومواصفات عدة أخرى ذات صلة، كما أصدر اتحاد تجار التجزئة البريطاني (BRC) منظومة تفوق مواصفة «آيزو» وتتخطاها في الاهتمام بالتفاصيل، وتغطي كل مراحل معالجة الغذاء بداية من المزرعة وحتى إيصاله للمستهلك النهائي، فقامت منذ عام 1996 بإصدار ست مواصفات هي سلامة الغذاء، التغليف ومواد التغليف، التخزين والتوزيع، الوكلاء والوسطاء، المنتجات الاستهلاكية، وأخيراً مواصفة لتجار التجزئة. لقد انتشرت هذه المنظومة في 130 دولة، وتم إصدار أكثر من 25 ألف شهادة مطابقة حتى الآن، ويمكن الاطلاع على تلك المواصفات الست مجاناً من خلال موقع BRC، حتى لو لم يكن بمقدور المطعم أو المصنع الحصول على تلك الشهادة فعلى الأقل يمكن البدء في تبني متطلباتها حتى لا تكون مجرد وجبة أو مشروب سبباً في إنهاء حياة إنسان.

المصدر: الإمارات اليوم