انتصار الشراح: كان نجماً فهوى!

آراء

في عيد الأضحى الماضي، حضرت مسرحية كويتية أقيمت في دبي. صفق الحضور القليل لإطلالة انتصار الشراح وعبدالرحمن العقل وحسن البلام. المسرحية “التهريجية” حملت عنوان الكابوس. لا تسألني عن النص لأنه كما كان واضحاً من تلك التي ترتب في أمسية واحدة ثم ترتجل سريعاً. ذهبت للمسرحية وذكرياتي القديمة مع المسلسلات والمسرحيات الكويتية تسابقني. الله يا الزمن: كم أمتعتنا انتصار الشراح وعبدالرحمن العقل وقبلهما صف طويل من مبدعين في الموسيقى والمسرح والغناء. أعرف أني كنت ذاهباً لمسرحية “هزلية” كان يفترض فيها أن تكون كوميدية. كانت الكوميديا فيها عبارة عن صراخ الممثلين وتعليقاتهم على بعضهم البعض كأن ينادي ممثل زميله: يا حيوان ويردد أحياناً كلاماً بذيئاً أمام عوائل محافظة وأطفال، كم تمنينا أن نزرع فيهم حب المسرح واحترامه. من قال إن السخرية من أشكال الناس وألوانها ولهجاتها كوميديا؟ شاهد بعض الأفلام الكوميدية العربية وراقب كيف تستخدم الصفعة على الوجه كموقف كوميدي. أمر مخجل. ولهذا لا نستغرب هذا الموت البطيء للمسرح في العالم العربي. الناس القليلة التي تحضر بعض المسرحيات تذهب فقط لرؤية ممثل قديم كان قد ملأ الدنيا ضجيجاً في الأيام الخوالي. في ظني أن ما يضحك الأجيال الماضية لا يضحك الأجيال الجديدة، تلك التي تشاهد أفلاماً ومسرحيات عالمية في غاية الإمتاع. هنا أنعي فكرة طالما حلمت بها وهي وجود مسرح خليجي يرتقي بالكوميديا عن التهريج والشتائم. عزائي وعزاؤكم في جيل جديد يقود اليوم ظاهرة مؤثرة -ناقدة وساخرة- عبر قنوات الإعلام الجديد وعلى رأسها اليوتيوب. أولئك نجوم المرحلة.

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٦١) صفحة (١٥) بتاريخ (٠٣-٠٢-٢٠١٢)