انكماش قوى الشر

آراء

الشمس قد أشرقت والعير قد طلعت، وثبت أن قوى الشر، ومهما بلغت درجات انفلاتها وتعنتها، فإنه، وفي النهاية، سوف تنكمش وتتراجع ثم تعدّل سلوكها رغماً عنها.

لست متشائمة مما فعلته قوى الشر في الشرق الأوسط (إيران، قطر، تركيا) خلال السنوات الماضية، سواء بتدخلاتها المباشرة في الدول العربية أو أعمالها التخريبية عبر أذرعها الخبيثة الإرهابية كالإخوان المسلمين وكذلك جماعتي حزب الشيطان في لبنان والحوثية في اليمن، لأن ميزان الحقائق والنتائج يبين انتشار الوعي في المجتمعات وموعد انتصار الخير يقترب، وهذه المسألة لها الأولوية القصوى في عمليات البناء والتنمية والمضي نحو المستقبل.

نتائج الدراسات الموثقة تبين أن مقاطعة قطر من قبل دول المقاطعة قد أسهم بشكل كبير في انحسار الإرهاب وتراجعه، ولو بشكل جزئي، حيث تبين أنه خلال العامين المنصرمين، قد جرى تقنين لإمدادات المال القطري إلى الجماعات الإرهابية وجماعات الإسلام السياسي كما تبين وقف تمويل التنظيمات الإرهابية في البحرين ومصر وليبيا والعراق، وعلى الأقل، التمويل السابق العلني، الذي تسبب بإثارة الفتن والاضطرابات الأمنية واندلاع النزاعات المسلحة وتغذيتها منذ العام 2011.

الوعي الجمعي، الحكومي والخاص، الذي بدأ ينتشر حول أهداف محور الشر وخصوصاً إيران، أدى إلى طرد إيران، وبشكل نسبي، من العراق، ونلاحظ أن العراقيين أنفسهم، بمختلف انتماءاتهم ومذاهبهم، فهموا أن نظام الملالي لا يريد لهم خيراً، وكذلك الأمر في لبنان، حيث بات حزب الشيطان بزعامة حسن نصرالله مكشوفاً ومنبوذاً ومحاصراً، وتبدلت أحواله عن الفترة ما قبل العام 2007 حين خدع الشعب اللبناني بنظريات المقاومة الهشة ومحاولة إقناعهم، وإقناع الجهلة من الأمة، بأنه يمثل جدار التصدي للإحتلال، وتبين للناس جميعاً أن الإحتلال، ما هو إلا الإحتلال الإيراني لعقولهم وأوطانهم.

التراجع الإرهابي الإيراني والتركي في سوريا لم يكن بسبب الوعي، بل كان للقوى العالمية دور بارز في محاصرة إيران ودفعها للخروج من سوريا، ولم يتحقق ذلك بشكل كامل، فإيران ما زالت تحاول البقاء وتتشبث بوجود الحرس الثوري للحصول على حصة صغيرة من «الكعكة» السورية، وقد يحتاج الأمر إلى المزيد من الضغوطات لكسر الهلال الشيعي وإجباره على التراجع.

في اليمن، تتضاعف مهمة التحالف العربي مع الحكومة الشرعية لـ«قصقصة» أجنحة إيران هناك، فالإنقلابيون الحوثيون الإرهابيون، المدعومون من إيران، هم مجموعات مرتزقة مسلحة يختبئون بين المدنيين في القرى والمدن، وبسبب غياب بعض الوعي المجتمعي، ليس بشكل مطلق، ستكون مهمة قوى الخير أكثر صعوبة، ولكني متأكدة، أنها ستنتصر في النهاية.

قوى الشر حالي