بشار: النهاية اقتربت!

آراء

يبدو أن بشار الأسد استشعر قرب نهايته بعد التحركات الأخيرة لحلفائه الروس في المنطقة. في السياسة، أقرب حلفائك يمكن أن يبيعك في لحظة. الأهم أن بشار الأسد أيقن أن ملايين السوريين الذين خرجوا -في العلن- يطالبون برحيله، وضحّوا بأرواحهم في سبيل حريتهم، لن يتوقفوا للحظة واحدة عن قرارهم في الخلاص من نظام دموي أفسد ودمر كل شيء في حياتهم.

في مقابلته الأخيرة مع روسيا اليوم، تستطيع أن تقرأ ملامح الهزيمة في وجه الأسد. لقد ردد ما قاله الطغاة من قبله: لن أرحل من بلادي وسأموت فيها. هو يدرك اليوم أن ما قيل عن «خروجه الآمن» لم يعد ضمانة أكيدة في ظل التحركات الروسية الأخيرة. وستكون مسألة مخجلة لأي دولة تجرؤ على حماية طاغية ارتكب جرائم حرب قلّ نظيرها على مر التاريخ.

المعارضة السورية، من جهة أخرى، بدأت تلم شملها وتوحد صفوفها. والجيش الحر يحرز كل ساعة تقدماً نوعياً في عملياته على الأرض السورية. والمجتمع الدولي بات على قناعة بوجوب رحيل الأسد ونظامه. كل تلك معطيات جديدة ومهمة في المشهد السوري الراهن، معطيات تشير بوضوح إلى قرب نهاية بشار الأسد.

لم يعد أحد يطيق انتظار «حلول سياسية» فيما قوات الأسد ترتكب المجازر يومياً وطائراته تدك المدن والقرى السورية وتحت أنظار العالم. علينا أن لانستعجل نتائج التطورات الأخيرة في الشأن السوري، بشقيها السياسي والعسكري، ولكنه ضروري أن تبدأ الاستعدادات لمرحلة مفصلية قريبة تتمثل في سقوط بشار ونظامه وتبعاتها. والجيش الحر، وكل فصائل المعارضة السورية، مطالبون بضبط النفس وإطفاء فتيل «الانتقام العشوائي» في الأيام والأسابيع القليلة التي تلي نهاية بشار الأسد وزمرته. وتلك من أولى الخطوات المهمة لبناء سوريا الجديدة.

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٣٤٥) صفحة (٢٤) بتاريخ (١٣-١١-٢٠١٢)