بشار: فرطت السبحة!

آراء

عاند القذافي، قبل بشار، المنطق والعقل فانتهى نهاية تليق به وبتاريخه الدموي. لا تجوز الشماتة في ميت لكن الحياة دروس وعبر. وكيف لا نقرأ في تجربة القذافي المليئة بالمتناقضات والجهالة والضياع؟

ولماذا يعاند بشار، و زمرته، المنطق والعقل؟ وكيف لبشار أن يحكم بلداً غالبية أهله يكرهونه وكل من حوله يبحث عن حبل نجاة؟ قبل فرار رئيس الوزراء، انشقاقات كبار وصغار الضباط باتت خبراً مألوفاً منذ أشهر. ما الذي ينتظره بشار؟

وأي عقلية تلك التي تصر على شعارها الجاهل: «بشار أو لا أحد»؟ ألم يكن ذلك منطق القذافي الأحمق: «يا أحكمكم يا أقتلكم»!؟ والحياة في كنف الديكتاتورية موت بطيء.

وربك يمهل ولا يهمل. لقد انتصر الليبيون لأنفسهم من ظلم واستبداد سيطر على كل حراكهم على مدى أربعة عقود. فعلى ماذا يراهن بشار؟

أليس في نهاية القذافي أكبر عبرة لبشار وأمثاله من طغاة زماننا؟ أم أنه يراهن على الطائفة التي قد تتبرأ من جرائمه كما يسعى كبار ضباطه اليوم وهم يبحثون – مع الجيش الحر – عن أسلم الطرق للهرب والانشقاق؟ أم على روسيا التي تراقب بحذر إلى أين تتجه بوصلة الحراك الداخلي قبل أن تترك بشار خلفها وتفتح صفحة جديدة مع العالم العربي الجديد؟

أم أنه يراهن على إيران الغارقة في أزماتها الاقتصادية والمنشغلة بترقيع فضائحها الدولية؟ معقولة: ألا يرى بشار ومن في دائرته ما يجري حولهم؟ ألم يسأل نفسه ولو مرة واحدة: ماذا بعد؟ أيظن أنه بعد كل هذه الدماء سيعود إلى ما كان عليه من سلطة وهيبة وجبروت؟

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٢٤٨) صفحة (٢٨) بتاريخ (٠٨-٠٨-٢٠١٢)