خالد السليمان
خالد السليمان
كاتب سعودي

بيضة المدرسة ودجاجة الجامعة !

آراء

قبل سنوات عديدة شهدت نقاشا بين الدكتور أحمد الضبيب مدير جامعة الملك سعود حينها، والدكتور عبدالعزيز الثنيان وكيل وزارة التربية والتعليم وقتها ـ وكلاهما علم في اللغة العربية ـ حول مسؤولية ضعف اللغة العربية عند الطالب السعودي، هل هو المعلم الذي يتخرج من الجامعة أم الطالب الجامعي الذي يتخرج من المدرسة، وكان نقاشا لطيفا أشبه بنقاش أيهما جاء أولا البيضة أم الدجاجة !

تذكرت هذا النقاش وأنا أقرأ خبرا عن تقرير لوزارة التربية و التعليم يشير إلى فشل غالبية خريجي الجامعات المتقدمين للعمل في مجال التعليم في اجتياز اختبارات الكفايات المطلوبة للتدريس، مما يسلط الضوء من جديد على مسألة تردي مستوى التعليم في مدارسنا، ومن يتحمل مسؤولية ذلك التردي ؟!

المشكلة اليوم أن وظيفة التعليم أصبحت مجرد وظيفة لطلب الرزق لكل من هب ودب وظن أن شهادته الجامعية تؤهله للحصول على الوظيفة بعد أن كانت في السابق بالإضافة لكونها مصدر رزق وظيفة ذات رسالة يؤمن بها المعلم المؤهل، وزاد الطين بلة أن القائمين على التعليم اليوم أشغلوا المعلمين بملاحقة حقوقهم الوظيفية فتشتت ذهن المعلم، وضعف التزامه بمسؤوليته، وكان الطالب هو الضحية !

ما أحوجنا إلى روح ذلك الرعيل الذهبي من حملة رسالة التعليم الذين كانوا يؤمنون بأن الطالب هو غرس المستقبل، و ما أحوج التعليم إلى تلك القيادات الذهبية المؤمنة بأهمية المعلم، وحقيقة شراكته في إدارة دفة التعليم، وصناعة الأجيال المؤهلة لقيادة الوطن، ورسم ملامح الغد !

ما أحوجنا إلى من يمسك المعلم بيد، ويمسك الطالب باليد الأخرى .. ويشخص بصره نحو المستقبل البعيد بدلا من أن يصوبه عند موطئ قدمه!

المصدر: عكاظ