بين «الفالة» و»الداجة»!

آراء

عرفت “الفئة الفالة” أولاً عن طريق الزميل مشعل القرقاوي. فبعد أن حدثني عن إعجابه بإبداعات نجمي البرنامج، عمار ومحمود، شاهدت على اليوتيوب مجموعة من الحلقات “الفالة”. شاهدت نوعاً راقياً من الكوميديا المحترمة تلك التي تقدم لك رسالة هادفة بلغة عصرها. إننا مع “الفئة الفالة” أمام نموذج جديد من نجوم الكوميديا الشباب ممن يقدم الفكرة المفيدة على التهريج ويختصر لك المشهد في دقائق قصيرة تحفزك على التفكير وأنت محتفظ بابتسامة تلقائية.

المثير في تجربة جيل “اليوتيوب” من نجوم الكوميديا الجدد أنهم فرضوا أنفسهم -وخطهم الفني المختلف- من دون حاجة للمؤسسات الإعلامية التقليدية، تلك التي ما زالت حامية حمى أبطال التهريج باسم الكوميديا والمسرح. انتهى عصر المسلسلات الكوميدية الطويلة تلك التي تصطنع الموقف الضاحك وتخلط بين الفن والتهريج والخالية من أية رسالة.

خليجياً، ومنذ “درب الزلق” قليلاً ما رأيت أعمالاً تحترم العقل وتضفي المرح. حينما تدرك مؤسساتنا الإعلامية التقليدية أنها مضطرة أن تستقطب النجوم الجدد، فستعرف أنها أمام جيل جديد ومختلف يؤمن برسالة مختلفة للكوميديا ويقدمها بلغة تعيش عصرها. الآن وقت الاستثمار النوعي في هذا الجيل المتفوق من نجوم اليوتيوب. لابد من حاضنة استثمارية تدعم جهد الشباب من دون أن تعيق مسيرتهم وتساندهم من دون أن تحرفهم عن مسارهم. ومن يستثمر في هؤلاء النجوم فهو حتماً يستثمر في المستقبل الذي يصنعه اليوم جيل اليوتيوب وجيل الإعلام الجديد عموماً.

“الفئة الفالة” أنموذج واحد لعشرات من النماذج الإبداعية الجديدة في السعودية والخليج. أثق أنهم الآن يؤسسون لثقافة جديدة، خلاقة ومبدعة، في الكوميديا الممتعة والهادفة. قريباً سأسجل إعجابي -هنا- بنماذج مبدعة ومختلفة من نجوم صنعت نجوميتها بمواهبها وبقدرتها أن تعيش زمنها لا زمن من سبقها!

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق بتاريخ  7 يناير 2012