«تحدي القراءة»

آراء

برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يُسدل الستار اليوم على مبادرة «تحدي القراءة»، أكبر مشروع معرفي في العالم العربي ينطلق من دولة الإمارات بتوجيهات من سموه، وفي رحاب عام القراءة الذي أمر به قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.

منذ انطلاق فعاليات المبادرة المعرفية الضخمة، كنا أمام صور من المشاركة الفعالة من مختلف الجهات، وبالذات المدارس والمؤسسات التعليمية داخل الدولة وخارجها، وانخرط فيها عشرات الآلاف من الطلاب والطالبات في سباق قرائي ومعرفي قلما نشهد مثيلاً له.

وككل سباق راق رقي القراءة والمعرفة والعلوم، هناك الفائزون والفائزات والمكرمون والمكرمات الذين ساهموا في تحقيق الغاية السامية من المبادرة الكريمة، بالانفتاح على القراءة باعتبارها مفتاح المعرفة وأساسها، وأمر بها التوجيه الإلهي لسيد الخلق والمرسلين سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في أول آية من الوحي. ولكن الناجح والفائز الأكبر في المبادرة هي «إمارات الخير والمحبة»، والرسالة والالتزام الذي تحمل بالنهوض بهذه الأمة من خلال مشروع حضاري عماده القراءة والعلم وإصلاح التعليم، وبناء الإنسان الواعي والمثقف والمتعلم ليتحمل مسؤولياته في الارتقاء بمجتمعه ووطنه.

عندما استسلمت المجتمعات للأفكار الظلامية والمنحرفة التي روج لها بعض المتطرفين والجماعات المتاجرة بالدين الحنيف، فإنما كان ذلك بسبب مباشر من ابتعادها عن الإدراك والمعرفة والعلم وكل كتاب مفيد يساعد على نشر الوعي والقيم والمفاهيم الصحيحة. لذلك نجد أن تلك الجماعات المحاربة لنشر قيم التسامح والتعايش والانفتاح على الآخر، ترى في القراءة ومحاولة الفهم كل الخطر عليها، وعلى محاولة تسللها وانتشارها في أي مجتمع، وإيجاد موطئ قدم لها فيه من أجل أن تتشرنق وتتناسل وتتكاثر فيها.

التفاعل الكبير والواسع مع مبادرة «تحدي القراءة»، بدد تلك المقولة الخاطئة والمغلوطة التي يروج لها أعداء النجاح بأن «أمة تقرأ لا تقرأ»، وكان الرد عليهم من إماراتنا، هذه المنارة الشامخة التي أكدت للعالم بأن البناء السليم للأوطان يبدأ من بناء العقول ورعاية الفكر والإبداع. وبهذه الرؤية النيرة والنظرة الثاقبة، انطلقت المسيرة لتقدم للعالم تجربة في حسن استثمار الإنسان، تجربة نفخر ونعتز بها. حفظ الله الإمارات وقادتها، وشكراً لأبي راشد.

المصدر: الإتحاد