مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

تعويضا للإهمال.. نجاح عرض فاشل

آراء

لم يكد ابني يمسك “الريموت” ويغير القناة عن مشاهد مؤلمة أتابعها في قناة إخبارية حتى أعادت mbc4 حالة الألم عبر برنامج المواهب العربية بمشهد سقوط المشارك التونسي رضوان شلباوي من ارتفاع أمتار على المسرح لانقطاع الحبل الذي كان يتعلق به ويتلوى مقدما مشاهد بهلوانية تذكرنا بما كنا نراه من حركات في السيرك الذي لم نستمتع به صغارا لأن المدن النائية محرومة من هذه الكماليات.. وحين كبرنا كانت قد “راحت علينا”.

سألني “بشر”: لماذا لم يضعوا على الأرض شيئا طريا احتياطا لهذه الحالة؟ وحدثني أنهم في السيرك يحتاطون لهذه الحالات من السقوط باستخدام مواد مطاطية ممدودة ومشدودة أو أرضيات إسفنجية أو “شغلات” لا يعرف اسمها لكن السقوط عليها من علو لا يؤذي أولئك “المتشقلبين” في الهواء حتى من يمسكون بأيدي وأرجل بعض ويقومون بحركات عجيبة أكثر غرابة وإدهاشا مما قام به التونسي الذي سقط على رأسه وجرح ونزف دمه فيما أعضاء اللجنة والجمهور في حالة ذهول.
كل ما عمله القائمون على البرنامج بعد ذلك، من إرسال المشارك للمستشفى وعلاجه لا يعفيهم من ذنب الإهمال.. وأصر على مفردة الإهمال، لأنها تعبر بدقة عن عدم توفير وسائل الحماية للعروض الخطيرة على حياة الإنسان..

استدرار عواطف المشاهدين والتكفير عن الذنب بمنح المشارك درجة النجاح في فقرته الفاشلة ليس حلا، بل هو خطأ يضاف إلى خطأ الإهمال، فالسقوط يعني الفشل حتى لو كان بسبب انقطاع حبلٍ جرّب عليه المتسابق في “البروفات” قبل العرض الرئيسي، لأن الفقرة لم تكتمل.

الغريب أن mbc نشرت ما جرى على موقعها الإلكتروني لتظهر كأنها تتباهى بهذه الفقرة “المدمّاة”، من غير إشارة إلى الخطأ الفادح المرتكب بعدم توفير الحماية. وليحمد القائمون على البرنامج “العناية الإلهية” التي أنقذت الشاب من الموت أو من عاهة دائمة، وأنقذت mbc من مساءلة قانونية لإهمال غير مبرر من جماعة البرنامج. وما دام هؤلاء لا يفهمون بطرق الحماية في الألعاب الخطرة، أقترح عليهم الاستعانة بخبير من أي سيرك، أو بطفل حضر عروضا في سيرك، فهما أدرى بما يجب أن يكون.

الوطن أون لاين (2012-04-29)