سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

تفعيل القانون لمنع تكرار العبث!

آراء

مطار دبي الدولي أحد أكثر مطارات العالم ازدحاماً بالطائرات وحركة المسافرين، ويسجل يوميا 1200 رحلة طيران هبوطاً وإقلاعاً، بمعدل رحلة كل دقيقة تقريباً، لذا فإن توقف هذه الحركة لمدة 80 دقيقة يعد أمراً صعباً ومكلفاً ومرهقاً أيضاً لآلاف المسافرين، خصوصاً ركاب «الترانزيت» المرتبطين برحلات جوية أخرى، وتغيير جداول ومواعيد الرحلات أمر مربك ومضرّ بكل معنى الكلمة، ومع ذلك حدث ذلك الإرباك أربع مرات خلال عامين، بسبب رصد طائرات بدون طيار في محيط مطار دبي!

الضرر كبير، والخطر أكبر، والسيناريوهات المتوقعة ــ في حالة تعرض طائرة ركاب لخطر اصطدام محركها بطائرة صغيرة ــ مروعة، ولا نريد تخيلها أو التفكير فيها، كما أن الضرر المادي أيضاً ليس بشيء يمكن تجاهله، فالهيئة العامة للطيران المدني قدّرت كلفة تعطل مطارَي دبي والشارقة الدوليين، بسبب تحويل الرحلات الجوية، وتأخر جدول رحلات الإقلاع، بعشرين مليون درهم، هذا بخلاف الخسائر السابقة في المرات الأربع التي توقفت فيها حركة الطيران، لوجود طائرة «درونز» في المجال الجوي للمطارات!

لست مع اتخاذ قرارات سريعة، ولست مع المنع التام لكل ما يتسبب لنا في مضايقات، فالمنع ليس حلاً في حالة طائرات الـ«درونز»، فهي تظل تقنية حديثة متطورة، ولاشك في أن المستقبل يحمل لها آفاقاً كثيرة لخدمة الإنسان، وتسهيل وصول الخدمات إليه، كما أننا في دولة متطورة اهتمت بهذا الأمر، وخصصت جوائز ومسابقات عدة لتطوير استخدام هذا النوع من الطائرات، لكن هذا كله لا يقارن بحجم الخطر الحقيقي لسوء استخدام هذه الطائرات، لذلك نحتاج إلى تقييد استخدامها، وحصرها على الجهات الرسمية، أو حصر استخدامها في مناطق بعيدة غير سكنية، وليست ممراً جوياً، حيث لا مبرر حالياً لاستخدامها من قبل أفراد عاديين في مناطق سكنية، ينتهكون بها خصوصية المنازل، أو في محيط المطارات ليشلّوا بها حركة الملاحة الجوية!

هناك لوائح منظّمة، لكن هناك تكراراً في استخدام الطائرات بدون طيار من دون ترخيص، وبشكل سيئ وخطير ومقلق في منطقة حيوية ومهمة، ما يعني أن ردة الفعل الرسمية تجاه هذه المخالفات لم تكن بحجم المخالفة، ولم تكن كافية للحد من الظاهرة أو القضاء عليها، مع أنها في غاية الخطر، لذلك تكررت الحالات، بشكل شبه شهري لأربع مرات، ومازالت الجهات المعنية تتوعد وتنبه وتحذر، ماذا عن الخسائر؟ ماذا عن الضرر الواقع على المسافرين والركاب؟ ماذا عن تعريض سلامة الناس للخطر، وتهديد سلامة الطيران والملاحة الجوية؟ ماذا حدث لمنتهكي مجال المطارات في المرات السابقة؟ هل لاحقهم أحد؟ هل تم القبض عليهم؟ هل تعرضوا للمساءلة؟! لا نعرف ذلك!

شرطة دبي تفاعلت مشكورةً مع الحادثة الأخيرة، وأكدت أنها ستلاحق وتوقف كل من يستخدم طائرات بدون طيار دون الحصول على ترخيص رسمي من السلطة المخولة ذلك، وهذا أمر جيد، وحبذا معه لو يتم تفعيل المادة رقم 12 في القانون الخاص بشأن أمن وسلامة المجال الجوي في إمارة دبي، التي تنص على «معاقبة كل من عرّض للخطر سلامة المجال الجوي في الإمارة بأي طريقة كانت، بالحبس أو الغرامة أو بإحدى هاتين العقوبتين». أعتقد لو تم تفعيل وتطبيق النص على الحالات السابقة لما وصلت الجرأة لآخرين كي يكرروا استخدام الطائرات في المجال الجوي للطيران، خصوصاً أن الأضرار في مثل هذه الحالات تعني ما لا يقل عن عشرين مليون درهم، الأمر بالتأكيد ليس عبثاً!

المصدر: البيان