محمد السحيمي
محمد السحيمي
كاتب سعودي معروف بالكتابة الساخرة

تكابرت بطنها وعسّرت!!

آراء

رغم كثرة ملفات التعليم المزمنة؛ إلا أنها ليست مستحيلة الحل، بل إنها كأحجار (الدومينو): بمجرد أن (تنقر) أولها (بشويش) تتساقط الملفات الأخرى بسرعة ومرح!

ولكن الوزارات المتعاقبة منذ مطلع الثمانينات الميلادية لم تستطع ـ وربما لم ترد ـ حل ملف واحد؛ وكأنها (حامل تكابرت بطنها وعسّرت)! كما يقول المثل الشعبي!

وما زالت خائفة من الولادة، وكرشها لا تزيد إلا انتفاخا؛ حيث اعتدنا على تقديم خطة استراتيجية مع كل وزارة جديدة، ترصد لها المليارات ثم تأتي وزارة أخرى ـ وللدقة (وزير) فقط ـ فتسلخ البيروقراطية (بشتها) السابقة، وتزهو ببشت جديدة، وخطة استراتيجية جديدة بمليارات جديدة! ولا تسألوا وكالة (الحسابات) أين ذهبت المليارات السابقة؟ فكل محاسبيها من نوعية الـ(4100) الفاشلين في امتحان الزمالة! ولكن ارجعوا لمقالات أستاذنا الخبير الدكتور (مرزوق بن تنباك) التي تنشرها (مكة)!

ولأن ذاكرتنا المُزْهمرة خِلْقة ما هي (بكفو) أن تعود بنا إلى الوراء ولو قليلا؛ نضرب مثالا (طاااازة)؛ حيث تقول الوزارة: إنها حققت الرغبة الأولى في النقل الخارجي لـ(60%) من المتقدمين وهم أكثر من (120) ألف معلم ومعلمة! فإذا اعتبرنا هذا الملف المزمن هو أول أحجار (الدومينو) فإن التالي فورا هو تسديد العجز المزمن، ويليه فورا ملف التعيين في كل التخصصات، ثم اعتماد الكفاءة في اختيار المعلمين، ثم … وين رايحين؟

توقفوا عن (الثمثمة) فما زالت الوزارة (بلشانة) بملف التسديد! فتحقيق النقل لأكثر من (60) ألف معلم ومعلمة يعني عجزا مفاجئا مساويا له في (الدجّة)؛ ناهيك عن العجز المزمن أصلا، الذي أدى إلى وجود هذا العدد الهائل من المعينين خارج مناطقهمهن؛ وبخاصة (شهيدات الواجب)!

هل أخطأت الوزارة في تحديد الحجر الأول؟ نعم! والأخطاء أيضا تجر بعضها كأحجار الدومينو؛ فالتسرع في النقل سيتبعه تسرع في التسديد، بتحميل المعلمين فوق النصاب وهو (24) حصة؛ ليصل إلى (35) حصة؛ كما ذكرت إحدى المداخلات في (ثامنة داود) ليلة الأربعاء! وهذا سيؤدي إلى (سلق) المقررات، ومزيد من إنتاج (الخشاش) من التلاميذ، ثم مزيد من (خشاش) المعلمين الجدد، وااا.. هلُمَّ (ثَمْثَمةً)!!

والحل البدهي هو أن تعيد الوزارة ترتيب أحجارها؛ بدءا من الحجر الذي يحب أن يكون الأول! و… ساعدونا في تحديده غدًا، ولكن لا تنسوا شرط رؤية الصورة معدولة (فيذا)!!!!

المصدر: صحيفة مكة