عبدالله القمزي
عبدالله القمزي
كاتب إماراتي

تميم المجد و«كرتون خيار»

آراء

أزمة دول المقاطعة مع قطر هي الأولى التي لم تكتفِ بالساحات التقليدية، بل امتدت إلى وسائل التواصل الاجتماعي، وتصلنا كل يوم عشرات الفيديوهات عبر تطبيق «واتس أب»، استوقفني واحد منها.

الفيديو عبارة عن مشهد تمثيل رخيص تظهر فيه ممثلة دراما قطرية معروفة برفقة دمية تتحدث مع رجل عن الصمود القطري في وجه الإجراءات القانونية والدبلوماسية المتخذة من قبل دول المقاطعة، ثم تشير إلى علبة خيار أمامها على الطاولة وتشيد بملصق «تميم المجد» الموجود على الخيار، ليخبرها الرجل أن الخيار من إنتاج مزارع قطر.

الرسالة المقصودة موجهة إلى الداخل، وهي أن قطر حققت الاكتفاء الذاتي وليست بحاجة إلى الاستيراد من جيرانها، وهي كذبة أثبتها تميم نفسه في خطابه المتناقض عندما قال إن تلك الإجراءات السيادية لدول المقاطعة سبّبت ألماً ومعاناة لقطر.

لكن الرسالة الموجهة إلينا أو ما فهمته أنا، أن تميم الخيار.. عفواً لا يهم، أصبح علامة خيار تجارية! ولا أستطيع تغيير تلك الصورة الآن، لأنه في الدوحة يلقّب بأمير البلاد المفدى، لكن عندي تحولت صورته إلى علامة خيار، ولا أفهم كيف نسفت هيبة حاكم بلاد وتحوّل إلى علامة خيار يمكنك أن ترميها في سلة المهملات بمجرد أن تستهلكه!

ولا أظن أبداً أن الشعب القطري بهذا الغباء ليصدّق أن قطر حققت اكتفاءً ذاتياً في شهر واحد بوضع ملصق تميم على علبة خيار! حركة وضع ملصق الحاكم على علبة خيار فكرة غبية لا يمكن أن تحدث إلا في دولة تنقصها عقول لإدارة الأزمة، ولا غرابة أن تكون هذه الدولة هي قطر.

تاريخياً كانت العرب من الشعوب التي عرفت احترام وتقدير الحاكم وإعطاءه الهيبة التي يستحقها وما يجب من تعظيم قدره، فيعامل باحترام، وكلما تواضع الحاكم مع رعيته وسهر على رعايتهم رفعه الله وأعطاه الإعظام الذي يستحقه، وذلك من السنة النبوية، وهو حال حكامنا في دولة الإمارات وبقية دول الخليج باستثناء قطر التي حيرتني بهذا الفيديو، ولم أفهم ما المقصود منه سوى أن تميم هو «ماركة» خيار!

سقوط هيبة تميم منذ بداية المقاطعة حدث بسبب والده، تميم مهزوز لا كلمة له، وهو يعلم أنه غطاء لوالده نتيجة فضيحة تسريبات ليبيا التي كشفت تآمر والده ضد السعودية الشقيقة.

تميم أعطى انطباعاً أنه يريد العودة إلى الحضن الخليجي، خصوصاً أنه يعلم أن قطر بحاجة ماسة إلى جيرانها (هو قال ذلك في كلمته بشكل غير مباشر)، ويعلم أن جيرانه ليسوا بحاجة إليه. وما يمنعه هو والده حمد المريض نفسياً والمتورط حتى أذنيه في دعم الإرهاب والمجرمين، والذي حوّل قطر إلى أضخم منظمة إرهابية في شكل دولة.

ختاماً: لم أشاهد خطاب تميم بسبب ملصق الخيار، فلا أعتبره حاكماً وإنما علامة خيار تجارية، وفضلت قراءة ملخصه في الصحف، في النهاية خطاب تميم البائس كان ذا قيمة ترفيهية وليس سياسية، بالضبط كما كانت خطب القذافي، لكن الفرق أن تميم دخل التاريخ كعلامة خيار تجارية دون أي إنجاز دبلوماسي. فمن كانت مدخلاته خياراً لابد أن تكون مخرجاته سلطة.

• تميم دخل التاريخ كعلامة خيار تجارية دون أي إنجاز دبلوماسي، فمن كانت مدخلاته خياراً لابد أن تكون مخرجاته سلطة.

المصدر: البيان