عائشة سلطان
عائشة سلطان
مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان

ثلاثية المستقبل في الإمارات

آراء

ثلاثية المستقبل، الشباب، القراءة، التي توليها الدولة اهتماماً فائقاً، بما نراه جميعاً ونتابعه عبر استراتيجية الدولة بشأن استشراف المستقبل، وإعلاء دور ومكانة الشباب كعناصر صانعة للمستقبل، وتشكيل وزارات للشباب والسعادة، وتعيين وزراء شباب، وتنظيم مؤتمرات وجلسات نقاش وعصف ذهني تناقش قضاياهم ورؤاهم، ووسائل تمكينهم في كل أماكن العمل في مجتمعهم ليصبح الانتماء والمواطنة سلوكاً عملياً حقيقياً وليس مجرد شعارات كما هي في دول كثيرة.

إن هذه المهرجانات والمؤتمرات والقرارات الرسمية بشأن إعلاء قيمة القراءة كثقافة وكممارسة عامة لجميع فئات المجتمع، لا تتم من باب الأنشطة الاجتماعية أو الدعائية، ولكن من قبيل شرح سياسات الحكومة أمام جميع أفراد المجتمع لدعمها وتبنيها والمساهمة في تنفيذها.

هكذا يتحقق شكل مهم من أشكال المشاركة السياسية للمواطنين في استراتيجيات وسياسات الحكومة، بعيداً عن الفوقية أو تضييق نطاق المشاركة وحصرها في عدد محدود من النخب السياسية!

إن ثلاثية استشراف المستقبل – تمكين الشباب – تكريس قيمة القراءة، هي واحدة من أكثر الاستراتيجيات تكاملاً وذكاء وملاءمة لأوطاننا العربية التي لا بد لها – مهما كلف الأمر – أن تصمد في وجه مشروع الفوضى الذي يراد له أن يغمر المنطقة ويغرقها في الحروب والدمار، وتعبر هذا النفق وتخرج منه بسلام، إلى أيام أفضل ومستقبل خال من الحروب والتشريد والدمار.

هذا المستقبل الذي نتمناه لن يتحقق بالأمنيات، ولن يكون متاحاً لأبنائنا حقيقة، إذا غفلنا أو تغافلنا وتركنا الأبواب مشرعة أمام الفتن وأمراض الطائفية والعنف والتطرف، والفساد والانحرافات، وسياسات التحريض وتبادل الكراهية، العبور الآمن نحو المستقبل الذي نتمناه، لن يكون إلا إذا قمنا بحماية وتحصين الشباب من كل ذلك بالتربية الصحيحة، وبالانتماء الحقيقي، والتعليم الجيد، بالقراءة والثقافة، وفرص العمل وغيرها مما تضعه الحكومة اليوم ضمن استراتيجيتها الحالية وللمستقبل.

المصدر: البيان