جاذبية السوق السعودي

آراء

من يتتبع سوق الأسهم السعودي على مدى سنوات الماضية ولنحدد منذ 2008 وهو وقت الأزمة المالية العالمية «الأميركية» التي حدثت وتسبب بالكثير من الخسائر والإفلاسات، وحصل بأسواق المال متغيرات كبيرة وكان مؤشر السوق الأميركي أقل من عشرة آلاف نقطة، واليوم نتحدث عن 24 ألفاً وتجاوز بفترة سابقة 26 ألفاً، والأسباب كثيرة ولعل أهمها نتائج الشركات الأميركية خاصة التكنولوجية والاقتصاد الأميركي، بمعنى السوق الأميركي تجاوز قاعه في الأزمة المالية مرتين تقريباً، وهذه طبيعة أسواق المال طبقاً لاقتصادها ومعطياتها حتى لا يكون حكماً عاماً.

وحين نقارن السوق السعودي خلال هذه الفترة، تراجع المؤشر في مارس 2009 إلى مستويات تقارب 4068 نقطة، ونحن اليوم نتحدث عن مستويات تقارب 8400 نقطة وأكثر، أي ارتفاع يفوق 100 % وقد مر السوق بمراحل وتذبذبات خلال هذه الفترة «عشر سنوات» هل المؤشر يعكس ربحاً أو خسارة للمتعاملين؟ بالطبع لا على إطلاقه، ولكن يعتمد على نوعية الأسهم والاستثمار، لكن الثابت هو أن الاستثمار بشركات رابحة والجيدة وبشراء بأسعار عادلة للسهم لا شك أنه حقق مكاسب كبيرة ولن أبالغ أنه قد يكون حقق 100 % أو أكثر كسعر سوقي للسهم يضاف لها الأرباح التي توزع للسهم، وهذا يعني أن من مكرراتها بما يقارب 10 أو 12 مرة يكون استرد كل رأس ماله تقريباً وفق السياق المنطقي.

لدي قناعة تامة أن سوق الأسهم السعودي يملك من جاذبية الاستثمار الشيء الكثير ودون أن نفصل بأداء الشركات أو بيان ربح أو خسارة أو أسعار أو غيرها، ولكن حين يكون خيار الشركات والقطاعات صحيحاً وبأسعار عادلة سيكون الأثر لذلك سريعاً ويحتاج الزمن، ونلحظ أن عوامل فاعلية وقوة السوق السعودي للشركات والبنوك ليست من أدائها فقط فهي ترتبط بالأمن والاستقرار والإصلاح الاقتصادي وحجم المشروعات التي تضخ في الاقتصاد وجاذبية الاستثمار للمستثمر الأجنبي التي تضاعفت معها حجم الاستثمارات والتدفق المالي ودخول المؤشر السعودي للمؤشرات الدولية وتوقعات مستقبلية أفضل من خلال المشروعات والنمو وحجم الاستثمارات الحكومية ومشروعاتها المستقبلية، قراءات السوق السعودي المستقبلية تنبئ بمستقبل واعد ومميز من خلال المتغيرات الاقتصادية الإيجابية، وجاذبية الاستثمار بالسوق، ولعل ذلك نلحظه من حركة المؤشر العام خلال هذا الشهر ارتفاعات من أول السنة 10 % تقريباً، وحتى إن حدث تذبذبات وهو متوقع كأي سوق، ولكن نلحظ أن المؤشر العام منذ 2016 وتحديداً شهر أكتوبر وهو بمسار صاعد وإيجابي وما زال.

المصدر: الرياض