جرّب نفسك بدون سيارة

آراء

لم أملك القدرة والجرأه على أن أتخلى عن السيارة هنا ببلادنا واجرب وسائل النقل المتاحة ولا يوجد غير “ليموزين من هب ودب” وسيارات خاصة بنوعية أقل ما يمكن القول عنها إنها خردوات ونحو ذلك، فقررت ان أجربها خارجياً رغم أن في الخارج وسائل متاحة في كثير من الدول سواء سيارات “تاكسي – قطار فوق وتحت الأرض – ومترو – وباصات” وغيرها فوجدت أنها مميزة وسهلة وممكن. ولكن لماذا أريد تجربتها ببلادنا التي تفتقر إلى “الباصات – والمترو – والقطار – والتاكسي المنظم المحترم؟” لأنني انظر بعين “المساواة لحق المرأة” في السيارات والتنقل، ماذا يحدث لها؟

حين تجرب أنت بنفسك “يا الرجل” عدم استخدام السيارة في بلادنا وتستخدم ما تستخدم المرأة خاصة لمن ليس لديها سائق، فليس كل العوائل أو النساء لديها سائق، أو أب أو قريب، حتى لا نتعذر بوجود سائق لها، فحاجات المرأة كبيرة ومتعددة، وهناك المطلقة، والأرملة، وربة المنزل، والمتزوجة، وغير المتزوجة، والطالبة وغيرهن كثير، فالحاجات تتعدد وتكلفة السائق تتضاعف حين تجرب أنت أيها “الرجل” استخدام “تاكسي” وهو الوسيلة الوحيدة المتاحة، للذهاب للعمل والمستوصف والمستشفى والمدرسة والجامعة والسوق وزيارة قريب أو مريض أو حاجاتك المتعددة، ستعرف أي معاناة تعاني المرأة في هذا الجانب، يجب ألا تنسى أن الرجل لن يتعرض “لتحرش” من سائق “التاكسي” كما تتعرض له المرأة والقصص كثيرة وتصل لحد القتل.

حاجات المرأة أساسية في هذا الجانب وهي “قيادة المرأة” خاصة في بلاد لا يوجد بها نقل عام من أي نوع، وهذا خلل كبير نعاني منه لا شك، وخلق مشكلات للمرأة “الطالبة – الموظفة – ربة المنزل – وكل النساء بمختلف تسمياتها” والهدر المالي والأخلاقي الكبير جداً، معاناة تحتاج “قرارا” حقيقيا.. ومن يرفض فليس مجبرا. ببساطة فهل من العقل والإنصاف أن”تركب” المرأة مع سائق “أجنبي” ووحدها للذهاب للعمل أو الدراسة؟ شرعاً لا يجوز من باب “الخلوة” فلماذا نطبقه ونعيشه اليوم وهو السائد الآن؟

ماذا عن السائق الذي يحمل بسيارته “البنت والطفل” ماذا يعني هذا؟ أليس من الأفضل تكون والدتهم التي هي أعلم بحاجتهم وتخاف عليهم خوفها على نفسها؟ وأرجو أن لا يقال هناك زوج وأب وأخ، فكل له عمل وليس كل أسرة يوجد بها زوج أو أب، وكثرة وكبر الأسرة السعودية شتت الأسرة بمصاريف أكبر ونقل معاناة. ماذا عن الموظفة التي تريد أن تعمل؟ كيف تلبى حاجتها للعمل أم تنتظر سائقا تدفع نصف راتبها له؟ أو هروبه أو تحرشه؟

كل شيء جديد مرفوض لدينا لاشك واستوعبنا ذلك، من جوال الكاميرا واصبح الآن هو “سيد” الهواتف للجميع بلا استثناء فأين منعه والتحذير والعقوبات؟ طارت مع الريح لأنها غير منطقية أو مقبولة بواقع اليوم ونفس الشيء القيادة، سيأتي يوم ونقول كم سنة تأخرنا؟ ولماذا؟ لا مبررات حقيقية.

المصدر: الرياض