جوازات السفر!

آراء

لا أعرف ما الذي يمنع أن يجدد السعودي جواز سفره في سفارة بلاده؟ أذكر أنني أثناء الدراسة في أمريكا جددت جواز سفري من سفارة المملكة في واشنطن. لكنني في الإمارات اضطررت للسفر للرياض لتجديد جواز سفري، لا أجزم بدقة المعلومة لكنني سمعت أن قراراً صدر قبل سنوات يمنع تجديد الجوازات عبر السفارات. أما إن رزقت بطفل وأنت خارج الوطن فكل الذي تفعله لك سفارة أو قنصلية بلادك أنها تصدر لمولودك وثيقة عبور تعود بها للمملكة حيث يصدر جواز المولود الجديد.

كل العرب والأجانب الذين أقابلهم في دبي يجددون جوازات سفرهم ويستخرجون جوازات مواليدهم من سفارات بلدانهم. أم أن بيروقراطيتنا القاتلة لابد أن تميزنا عن بقية خلق الله حتى في استخراج جوازات السفر؟

حينما اضطررت للسفر للرياض لتجديد جواز سفري، وبعد أن أهدرت يوماً كاملاً في إجراءات تجديد الجواز، أدركت أن مسؤولي الجوازات في بلادي يريدون تحقيق المساواة في “المرمطة” بين المواطنين، المغترب منهم والمقيم! فهل يعقل أن تجدد جواز سفرك في قنصلية بلادك في دبي في ساعة أو ساعتين بينما أخوك المواطن يقضي -على الأقل- يوماً كاملاً انتظاراً أمام شاشة الأرقام كي يصل إلى دوره ويجدد جواز السفر؟

قبل أسابيع أصدر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أمراً يقضي بتجديد جواز سفر المواطن الإماراتي في المطار. والعملية ببساطة لا تتجاوز نصف ساعة، فلماذا “نكبّر السالفة” ونصر على عودة المواطن إلى وطنه كلما انتهت صلاحية جوازه؟

أعود وأكرر سؤالي: ما الذي يمنع أن يجدد المواطن السعودي جواز سفره من سفارة أو قنصلية بلاده؟ أم أننا في الوقت الذي نتوقع أن تتطور خلاله خدماتنا تزداد تراجعاً وسوءاً؟ يا جماعة: المسألة في غاية البساطة. فكل إجراءات إصدار وتجديد الجوازات مربوطة بنظام الحاسب الآلي سواءً أصدرنا الجواز من فرع الجوازات في مدينة سعودية أو من قنصلية سعودية في شرق الدنيا أو غربها. وسلامة راسك!

 نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٣٤٧) صفحة (٢٤) بتاريخ (١٥-١١-٢٠١٢)